الباحث عن المعرفة

عزيزي الزائر اهلا بك في منتدى الباحث عن المعرفة اذا اردت الاطلاع والمشاركة فلابد من التسجيل في المنتدى اولا واهلا بك

مدير المنتدى
محمد ابوزيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الباحث عن المعرفة

عزيزي الزائر اهلا بك في منتدى الباحث عن المعرفة اذا اردت الاطلاع والمشاركة فلابد من التسجيل في المنتدى اولا واهلا بك

مدير المنتدى
محمد ابوزيد

الباحث عن المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الباحث عن المعرفة

لجميع الدارسين في الدراسات العليا التجارية

للتواصل على الفيس بوك https://www.facebook.com/groups/512020655525833/ وتبادل المعلومات والبحوث لدبلوم الموارد البشرية بجامعات مصر و لطلبة الماجستير في اكاديمية السادات جروب

المواضيع الأخيرة

» الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء ديسمبر 10, 2019 9:59 am من طرف Admin

» المحاضرات لنظم الموارد البشرية
العولمة و المعلوماتية Emptyالأحد سبتمبر 04, 2016 12:38 pm من طرف سهام

» محاضرات التأمينات الاجتماعية للدكتور السنهوري
العولمة و المعلوماتية Emptyالإثنين يناير 27, 2014 2:10 pm من طرف shitarida

» أنواع نظم المعلومات
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء مايو 14, 2013 11:53 am من طرف الاسيوطى

» الادارة المالية
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء مايو 14, 2013 11:49 am من طرف الاسيوطى

» محاضرات مناهج بحث
العولمة و المعلوماتية Emptyالأحد أكتوبر 07, 2012 5:40 am من طرف Admin

» TOEFL BOOK
العولمة و المعلوماتية Emptyالسبت فبراير 19, 2011 6:39 am من طرف kamal

» جمهورية برلمانية
العولمة و المعلوماتية Emptyالإثنين فبراير 14, 2011 10:39 am من طرف Mohammad Abouzied

» سؤال الى الدكتورة راوية حسن
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء يناير 04, 2011 3:29 pm من طرف Mohammad Abouzied

» س و ج في نظم الموارد البشرية
العولمة و المعلوماتية Emptyالخميس يوليو 15, 2010 5:36 pm من طرف Sayyadah Abouzied

» المرجعة النهاية للاسترتيجية
العولمة و المعلوماتية Emptyالإثنين يوليو 05, 2010 4:38 pm من طرف Sayyadah Abouzied

» أجابات الاسئلة المهمة في مادة مراكز التقييم
العولمة و المعلوماتية Emptyالخميس يونيو 24, 2010 5:40 pm من طرف Sayyadah Abouzied

» امتحانات مواد التخلف هذا العام
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 5:05 am من طرف sayedw

» المحاضرة الاخيرة
العولمة و المعلوماتية Emptyالإثنين يونيو 07, 2010 3:43 pm من طرف Mohammad Abouzied

» جدول الامتحان دبلوم موارد بشرية الترم الثاني
العولمة و المعلوماتية Emptyالأحد يونيو 06, 2010 5:00 am من طرف Mohammad Abouzied

» المحاضرة الرابعة نظم معلومات ادارية
العولمة و المعلوماتية Emptyالسبت مايو 29, 2010 4:22 am من طرف Mohammad Abouzied

» موارد بشرية تكميلي الدكتورة راوية
العولمة و المعلوماتية Emptyالثلاثاء مايو 25, 2010 4:57 pm من طرف Mohammad Abouzied

» المحاضرات والكتاب
العولمة و المعلوماتية Emptyالجمعة مايو 21, 2010 6:31 am من طرف Mohammad Abouzied

» المحاضرة الثالثة
العولمة و المعلوماتية Emptyالجمعة مايو 21, 2010 5:47 am من طرف Mohammad Abouzied

» المحاضرة الثانية
العولمة و المعلوماتية Emptyالجمعة مايو 14, 2010 6:24 am من طرف Mohammad Abouzied

منتدى

26 مرحبا بك ايه الزائر العزيز اهلا وسهلا بك في بوابة منتدى الباحث عن المعرفة واذا اردت الاطلاع على المنتدى سجل اولا وبعدها دوس على القائمة الرئيسية

التبادل الاعلاني


    العولمة و المعلوماتية

    Mohammad Abouzied
    Mohammad Abouzied
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 73

    العولمة و المعلوماتية Empty العولمة و المعلوماتية

    مُساهمة من طرف Mohammad Abouzied الأحد أبريل 25, 2010 5:52 pm

    - العولمة و المعلوماتية
    هناك من لا يرى في العولمة أي جديد ، وهناك من يراها ظاهرة إنسانية جديدة تماما لم تعهد البشرية مثيلاتها من قبل ، فهي بذلك تكون إيديولوجية تطرح حدودا أخرى غير مرئية ترسمها الشبكات العالمية بقصد الهيمنة على السوق والأذواق والفكر والسلوك أطلق عليها أنها رأسمالية تكنولوجية معلوماتية . ومن منظور معلوماتي فإن العولمة يمكن أن ترى من خلال ثنائية الوجود الزمن / المكان ، في البداية كانت العولمة على خط غرينتش واليوم العولمة تمتد على طول تكنولوجيا الإتصالات والشبكات المختلفة للمعلومات والألياف الضوئية لتدخل المكان في إطار العولمة ، لتصبح العولمة المعلوماتية أحداثا تنتشر في إطار زمان محدد لتنتشر عبر مكان معين دون الأخذ في عين الاعتبار الفوارق المكانية والحدود الجغرافية (23) بحيث تبدو العولمة المعلوماتية في المحرك الأساسي : الابتكار التكنولوجي في مجال تكنولوجيات المعلومات . وعلى الرغم أن العولمة أخذت شكلا إقتصاديا في بداية ظهورها إلى أن التطورات التكنولوجية العالمية قد نحت بها إلى طرح قضية العولمة في أنساق أخرى كالمعلوماتية والتجارة الإلكترونية ، بحيث صار بوسع المستفيدين الحصول على المعلومات من أي مكان في العالم عبر إستثمار تكنولوجيا الاتصال الحديثة من خلال شبكة الأنترنت والتي أصبحت تمثل نموذجا عالميا مثاليا للعولمة المعلوماتية يتاح للأفراد التواصل دون أي عوائق بينهم مما يسمح بالتداول الحر للمعلومات ومن هنا تبدأ الأهمية الحقيقية للعولمة المعلوماتية . ولذا يمكن القول أن العولمة المعلوماتية هي ذلك الشكل من أشكال التواصل الإنساني عن طريق توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في إلغاء حدود الزمن والمكان . إن العولمة المعلوماتية تعتبر إحدى أهم النقاط السلبية التي تنجر عن الانخراط في ركب مجتمعات المعلومات ، وذلك لسبب بسيط هو أن حرية الولوج التي ينادي بها هذا المجتمع قد تتحول إلى جانب غاية في السلبية في حالة ما إذا جلب المد المعلوماتي فيما جلب معه عولمة معلوماتية تقود جوانب الحياة وتعو لم أنماط التفكير مع المعلومات ، بل وتفرض تحديات جديدة على الأخصائيين في ميدان المعلومات . 2- أبعاد العولمة على الجانب المعلوماتي : للعولمة المعلوماتية أبعاد متعددة وأهمها على الإطلاق ما ارتبط بالجانب المعلوماتي في حد ذاته ، ولربما يطرح السؤال حول العلاقة بين العولمة وأبعادها المعلوماتية المختلفة والتي تتجلى كشكل أساسي في الفجوة المعلوماتية ، هذه الأخيرة التي تعتبر من بين أهم إفرازات ثورة التكنولوجيا والتعدد الرقمي ، والسر هنا يكمن في أن الطريق إلى تحقيق العولمة لابد أن يمر من باب اسمه المعلومات ، والدول الغربية ومن أجل ضمان رعاية مصالحها ، ستكون مجبرة على الحفاظ على الوضع الحالي والمتردي للدول النامية وإبقاؤه على ما هو عليه لعقود أخرى إلى الأمام ، بحيث تحافظ على موقعها الريادي والاستراتيجي في العالم الحديث ، والفجوة الرقمية هي الحل …*الفجوة الرقمية : الفجوة المعلوماتية هي ذلك الفاصل الذي يقف بين دول العالم المتقدم ودول العالم المتخلف في مجالات متنوعة أهمها المجال المعلوماتي ، ويمكن القول أن الفجوة الرقمية تعد إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها عالمنا المعاصر ليس فقط لأن قضية التطوير والتنمية المعلوماتية تعتبر الأكثر أهمية لدول العالم ، بل لأن هذه الفجوة تتسع يوما بعد يوم ، ويصبح المشكل أكثر تعقيدا إذا تذكرنا أن الدول المتخلفة اليوم هي التي دخلت عالم الثورة الصناعية متأخرة ( وكثير منها لم يدخلها بعد ) ، والدول المتخلفة غدا هي بالتأكيد تلك التي ستدخل الثورة المعلوماتية متأخرة مرة أخرى ،وتزداد القضية جدلا كلما تم ربطها أكثر بظاهرة العولمة التي تعتبر أحد أهم العناصر التي تزيد من حدة الوضع بفرضها لأنماط اقتصادية وثقافية تساهم بدل الارتفاع بالدول النامية إلى الانخفاض بها ،فالعولمة تكرس فقط للقوى الاقتصادية الكبرى التي يمكنها أن تستفيد من مزايا الانفتاح العالمي لأغراض التطوير العلمي والاقتصادي أما الكيانات الصغيرة الأخرى فمصيرها سيكون بالتأكيد التخلف عن سير مجتمعات المعلومات ، وقد حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة ” فاو ” من أن ثورة المعلومات قد أهملت تماما نحو مليار شخص ، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة رقمية تعوق عملية التنمية . وذكرت المنظمة أن هناك ما يقدر بمليار شخص لم يستفيدوا من التحول في نظم المعلومات العالمية واستنادا إلى مدير المكتبة والنظم التوثيقية لدى المنظمة أنطون مانغستل ، فهناك ” فجوة رقمية ريفية ينبغي معالجتها ” . (24) *العولمة المعلوماتية والأمية المعلوماتية : يعتبر مصطلح الأمية من المصطلحات الرحبة الفضفاضة ، فليست الأمية هي فقط عدم القدرة القرائية أو الكتابية بل هناك العديد من القراءات التي توضح هذا المفهوم . ففي ظل هذه الطفرة المعلوماتية التي تحيط بالكيان المعرفي ، قد نشأت الأمية الحاسوبية ( computer illiteracy ) والتي توضح عدم قدرة بعض المتعلمين على التعامل مع الحاسب ، كما أن هناك الأمية المعلوماتية ( information illiteracy ) والتي تشير بشكل أو بأخر إلى عدم قدرة المتعلمين أو حتى مستخدمي الحاسب الآلي عن الوصول إلى معلوماتهم أو حتى التعامل مع مصادر المعلومات في ظل عمل المعلومات المعقد ، وهذان المفهومان متناوبان بالتداخل ، والأمية المعلوماتية هي مشكلة معاصرة عانت وتعاني منها مختلف دول العالم ، ولكنها أكثر انتشارا في الدول النامية ، ومنها أقطارها العربية وهي ظاهرة جديدة وخطيرة ، ظهرت نتيجة لثورة المعلومات وما رافقها من ظهور مستمر لتكنولوجيات متعددة الأوجه والمسميات . ولابد من الاعتراف أن العديد من الدول النامية كانت ولا تزال ، وإلى حد ما ، هي نفسها السبب في التخلف عن ركب الدول المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا . والأمية التكنولوجية تعني ، مثلما تعني الأنواع الأخرى من الأمية ، جهل عدد غير قليل من أفراد وشرائح المجتمع بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل معها واستخدامها ، وفي مقدمة ذلك الحواسيب الإلكترونية . والأمية المعلوماتية تعتبر واحدة من أدق الأبعاد الخفية للعولمة المعلوماتية ، هذه الأخيرة التي ليست كما يعتقد الكثيرون عملية تعميم المعلومات تحمل صبغة أخرى غير تلك التي تظهر بها ، فهي أيضا تعمل على ترسيخ الأمية المعلوماتية في الدول النامية ، وقد سبق القول أن الهدف الحقيقي من إشاعة قوانين حقوق التأليف ليس هو صيانة الحقوق بقدر ما هو عملية تعميم للأمية المعلوماتية في الدول النامية التي تعجز عن دفع المستحقات الضخمة التي تنتج عن حقوق التأليف ، والتي ليس بوسعها إن هي التزمت بهذه الحقوق إلا أن تنتظر زوالها بالتقادم ، وعندها سيكون الأوان قد فات على استخدام التكنولوجيات الموعودة بل سيكون الغرب ليس فقط قد خطى بل قفز عقودا إلى الأمام . (25) 3- تحديات العولمة وأخصائي المكتبات والمعلومات : إن التحديات التي تفرضها العولمة اليوم على اختصاص المكتبات بشكل عام والمختصين فيه بشكل خاص أصبحت من الأمور المهمة التي يجري تداولها في الساحة العلمية والمعلوماتية ،كون أن ظاهرة العولمة وسرعة التحول التي أتت بها والتي أدت إلى ازدياد استغلال وسائل مختلفة لصالح هذه الأخيرة قد أدى إلى إحداث ضغط كبير على أخصائي المكتبات والمعلومات لارتباطهم بالمجال المعلوماتي والمجالات الأخرى الأكثر صلة والأشد ارتباطا والتي تؤكد حتمية التطوير والتدريب الذاتي للاستعداد لتحمل التبعات الكثيرة التي ستلقى على عاتقهم . *تحدي الإنترنت :يسيطر العالم الأنجلوساكسوني على نسبة كبيرة جدا من نشاط شبكة الإنترنت إذ يقدر بأن 78 % من المواقع على الشبكة هي باللغة الإنجليزية ، بينما تشكل مواقع التجارة الإلكترونية باللغة الإنجليزية .على الإنترنت نسبة 96% من مجموع مواقع التجار الإلكترونية . وفوق كل ذلك فإن ما يقرب من 70 % من مجموع المواقع القائمة على الشبكة إنما هي مواقع وضعت في الولايات المتحدة ، وللفجوة الرقمية مظهران أو مستويان مختلفان ، فهي تفصل أولا بين من يملكون إمكانيات الاتصال بهذه الوسائل والتقنيات داخل المجتمعات الغربية نفسها ( بين البيض والسود ) . وبين الأغنياء المتعلمين والفقراء الجاهلين في تلك المجتمعات ، وهناك فجوة أخرى تفصل بين الدول والأمم ( كالهوة الفاصلة بين أوروبا وأفريقيا مثلا ) ومن العوامل الرئيسية التي تؤثر على وجود وتفاقم هذه الهوة الرقمية بكل أشكالها ومستوياتها عدم وجود بنى تحتية مناسبة لأغراض الاتصال بالشبكة في الكثير من بلدان العالم الثالث . كما أن غياب أو ضعف هذه البنى يؤدي إلى ارتفاع أسعار خدمات الإنترنت ، بحيث يصبح هذا الارتفاع عاملا معوقا بدوره فمثلا تتجاوز تكاليف الارتباط بشبكة الأنترنت في بعض دول أفريقيا مستوى الدخل الشهري لشريحة واسعة من سكان تلك البلدان ؟ وبالتالي فمن غير الممكن توقع انتشار استخدام الشبكة بشكل معقول هناك . (26)* تحدي الثورة التكنولوجية والتكوين المستمر : إن العنصر البشري يعتبر حجر الزاوية في عمليات البناء والتشييد في شتى الميادين ، ومن البديهي جدا أن يكون عنصرا هاما ومؤثرا وفعالا في كافة التحولات التي يشهدها مجتمع اليوم ،وفي مقدمته مجتمع المعلومات ، وهو ما ينطبق بصفة خاصة جدا على المكتبيين وأخصائي المعلومات في ظل التطورات الحديثة وما أفرزته من تطورات جديدة ، بحيث تبرز كفاءة المتخصص في قدرته على الاستجابة السريعة لاحتياجات عصره ،واحتياجات المتكونين على حد سواء . (27) إن حجم المعرفة العلمية قد تضاعف مئات المرات عما كان عليه في السابق . أمام هذا الكم الهائل من المعلومات والمعرفة الإنسانية العلمية التي تزداد تخصصاتها واللغات التي تنشر بها أصبح عليه أن يقوم بها بوظيفة جهاز المعلومات الذي ينتقي من هذا الفيض ما يخدم احتياجات المستفيدين . فالتأهيل المستمر في ظل العولمة أمر ضروري لجميع العاملين في قطاع المكتبات في ظل التطور في التقنيات والمعارف بسرعة ، وهو الأمر الذي يحتاج إلى جهد فردي متواصل واستعداد ذهني ، وأخصائي المكتبات والمعلومات عليه أن يتذكر دائما أن تعليمه المهني لا يتوقف بمجرد حصوله على المؤهل ولكنه يبدأ بعده ، وإذا كانت هذه الحقيقة تنطبق على كل التخصصات إلا أنها تنطبق بدرجة عالية على أخصائي المكتبات الذين يخدمون في الأغلب كل التخصصات الأخرى ، فالتدريب هو مخزن أسلحة علمية في أيدي المكتبي توجهه نحو طرق عمل منهجي ، إن انعدام التدريب هو ثغرة غير مسموح بها إطلاقا لأن عواقبه ستكون وخيمة جدا إذ أن قوة الأدوات المعلوماتية والتكوينية تتحقق في قدرتها على التحكم الثقافي بالأخر . 4- جمعيات المكتبات ومواقفها من العولمة: تتنوع مواقف جمعيات المكتبات بحسب درجة وضوح أهدافها نحو العولمة وعلى مدى اندراجها في التيار الرأسمالي ،ولكنها مهما اختلفت إلا أنها تجتمع جمعيا على التوجه نحو الحفاظ على قطاع المكتبات قطاعا عاما تابعا للدولة وعدم عرضه للخوصصة ، كون أن هدا الأمر سيؤدي بالمكتبات في القطاع العام إلى منافسة لن تستطيع في الأغلب مجاراتها،كما سيقودها إلى مستلزمات اقتصادية كدفع الضرائب وغير ذلك وهو ما سيهدد الدور الحالي للمكتبات والمعلومات: 4-1- الجمعية الأمريكية للمكتبات:لم تخرج الجمعية الأمريكية للمكتبات في الولايات المتحدة نحو العولمة عن الموقف العام للإفلا وصرحت في بيانها الختامي عقب قمة سياتل أن الموقف الواضح للإفلا وباقي الجمعيات العالمية والمحلية الأخرى يعزز موقفها بالرفض المطلق لمنح القطاع الخاص الحرية في الاستثمار في ميدان المكتبات ، على الرغم من موقعها داخل الو م أ ، فهي تعتبر أن الموقف العام لأي جمعية مكتبات في العالم إزاء الإتفاقيات التي من شأنها تعزيز دور القطاع العام في مجال المكتبات يجب أن لا يخرج عن موقف الإفلا الرافض لعولمة المكتبات مع ضرورة عولمة المعلومات أي السماح بالتدفق الحر لها . (28) 4-2- الجمعية البريطانية للمكتبات :أعلنت هده الجمعية كغيرها من الجمعيات تحت عنوان : تخيل العالم بدون مكتبات مخاوفها من ما يمكن اعتباره انعكاسات سلبية لتوسيع اتفاقية التجارة الحرة العالمية على قطاع المكتبات بحيث تصبح السيادة الأولى والأخيرة للمعلومات هي لمن يدفع أكثر وتصبح المعلومة بذلك رهنا لعمليات التجارة والبيع والشراء وتصبح المعلومة الثقافية رهنا لشركات متعددة الجنسيات لا تخضع لضوابط أخلاقية ما دام التحرر من أي عقيدة ثقافية أو سياسية هو أول ميزانها والسمة الأساسية التي يتركز عليها بناءها . (29) 4-3- الجمعية الكندية للمكتبات:أعلنت الجمعية الكندية للمكتبات في أكثر من مناسبة تضامنها مع بقية جمعيات مكتبات العالم في الرد على إتفاقيات منظمة التجارة العالمية بالرفض القاطع ، وأعلنت من خلال بيانها سنة 1999 على أن المكتبات مؤسسات اجتماعية مكرسة لتقديم مجال واسع من المعلومات والأفكار العامة بغض النظر عن الفوارق الإجتماعية والعرقية ، وهو الأمر الذي يتوافق تماما مع بيان اليونسكو للمكتبات العامة وبيات الإفلا حول التجارة الحرة . (30) 5- البيان الصادر عن الإتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات حول العولمة وموقف الإفلا منه :
    بعد التطور الملحوظ في سلسلة مناقشات إتفاقيات الغات رأت المكتبات ومراكز المعلومات مجسدة في الإتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات أن الوقت حان لمناقشة الأخطار التوسعية للاتفاقيات الدولية والتي تهدد الدور الحقيقي للمكتبات ومراكز المعلومات وصدر بذلك بيان الإفلا بعنوان :the ifla position on WTO nagotiations .
    وتبدأ بالإشارة إلى إجتماع منظمة التجارة العالمية والدي عقد في سياتل سنة1999 وأهميته تنبع من الأهمية التي تواجه بها مصير المكتبات ومراكز المعلومات ، من أجل المحافظة على حق الوصول إلى المعلومات ،وذلك من خلفية أن اتفاقيات التجارة الحرة ستؤدي إلى الأضرار بمصالح المكتبات المتمثلة في حق الوصول المجاني للمعلومات بسيطرة القطاع الخاص عليها والذي يعتمد على مبدأ الربحية قبل كل شيء وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تقليص دور المكتبة في الحياة العامة أكثر ما هو عليه الآن خاصة في الدول النامية والدول العربية التي تعرف فيها انخفاضا فيها نسبة المقروئية انخفاضا عاليا . •وبذلك يمكن تحديد موقف الإفلا من عولمة المكتبات (31):
    دعم المعارضة العالمية لأهداف منظمة التجارة العالمية التي ليست فقط تهدد القطاع العام في العالم ولكن تؤدي إلى إلغاء وجوده نهائيا من الحياة الاقتصادية والسياسية ومن ثمة فصل سلطة الدولة حتى عن المكتبات ومراكز المعلومات ، هده الأخيرة التي تعتمد سياستها الحالية على الدعم الحكومي خاصة فيما يتعلق بمجانية الخدمات المقدمة في غالبها وحرية الولوج إلى المعلومات .
    * رفض خوصصة المكتبات لأن هدا القطاع يتميز بأنه غير تجاري ، وخصصته ستؤدي إلى فصله عن القطاع الثقافي الذي ينتمي أصلا إليه .
    * السعي للتواصل مع المنظمات الثقافية المحلية عبر العالم سواء تعلق الأمر بتلك الناشطة في مجال الثقافة أو مجال المكتبات من أجل خلق نوع من التحالفات الإستراتجية للتصدي لمحاولات الخصخصة التي تنادي بها التجارة الحرة والعولمة بقيادة الو م أ .
    * تعترض الإفلا على أي نوع من أنواع العراقيل التي يمكن أن تتسبب في حجب حرية تنقل المعلومات المنتجة في إطار قانوني سواء كانت المطبوعة أو الإلكترونية . وخلاصة توجه الإفلا نحو العولمة متجسدة في إتفاقيات تحرير التجارة العالمية الغات أن هده العولمة التي تنادي بتوحيد المضامين الثقافية في العالم مرفوضة شكلا ومضمونا خاصة إدا تضمنت أي توسع في إتفاقيات الغات التي تتضمن حماية المنتجات الثقافية المحلية التي تعتبر الأساس في بناء الوجود الفعلي لكيان المكتبات ومراكز المعلومات .5- آراء المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات حول العولمة : إن آراء المتخصصين في المكتبات والمعلومات كما سيبدو فيما بعد لم تخرج كثيرا عن أطر آراء غير المتخصصين ربما بحكم التخصص في المجال والرغبة في تطوير التخصص الذي ما زال في الدول العربية يعاني الكثير جراء غياب الوعي والمصادر وهذه آراء بعض المتخصصين في مجا المكتبات والمعلومات:•يرى الدكتور أحمد بدر أن الأهمية الفعلية لمهنة المكتبات والمعلومات في ظل العولمة إنما تبدأ من حجم الإهتمام العالمي بالمعلومات وإطلاق مبادرات ومصطلحات من قبيل المكتبات العالمية world libraianship ومصطلح المكتبات الكونية libraianship global التي تشير إلى الدور العالمي للمكتبات والمهنيين في مجالها على حد سواء وكل هذا بالتأكيد إنما تجلى في العولمة .•ترى د. ناريمان متولي أن العولمة كاتجاه عالمي في تكوين وتعليم علوم المكتبات والمعلومات لا يتجاوز كونه إحدى عناصر التطور العلمي والعالمي المنطقي بحيث يجب إعتبار العولمة المعلوماتية مجرد تطور وتحصيل حاصل على المكتبات والمعلومات .
    •يرى د. طاشكندي أن الهدف الأساسي الذي يهم أمناء المكتبات والمعلومات والمتخصصين في المجال هو ليس العولمة الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية بل هو أدوات المعلومات وشبكة الإنترنت وتقنية المعلومات ووسائل الاتصال .
    فكل هذه الآراء لا تتجاوز نقطة أن العولمة إنما هي بالأساس تتركز على أدوات العولمة المعلوماتية والاتصالية والمكتبات لا بد في هذه الحالة أن تقوم بدور الإيجابي على المستوى الساحة العالمية وتستمد بذلك دورها من أهمية المعلومات في حد ذاتها في إرساء قواعد المعرفة ومجتمع المعلومات . ولكن السؤال الذي لا يمكن أن التغاضي عنه كذلك هو على أي مدى يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات أن تنخرط في سير العولمة الاقتصادية والثقافية بالضبط ، هل يمكن إطلاق حرية الخوصصة للمكتبات وتسليم التراث الثقافي الذي تختزنه هذه الأخيرة إلى أيدي أجنبية يمكن أن تعبث به ،ما دام المدخل الثقافي الخلفي للعولمة يمكن أن يكون المكتبات لتحقيق ربما ما تعجز عنه الوسائل الأخرى ، أم أن حسم قضية كل شيء أو لاشيء بالنسبة للمكتبات والمعلومات يجعل من قضية التنازل أمرا لا مفر منه ؟إن المتتبع لهذا العرض سيلاحظ دون شك أن للعولمة ومجتمعات المعلومات خصائص لا يمكن تجاهلها ، وللاثنين سلبيات وإيجابيات ، ولهما من الأثر المشترك في حياة ومصير الملايين من البشر ما يقرر ويؤكد أهميتها في صياغتها المستقبل ، إما لازدهار أو لاندثار مجتمعات العالم الحديثة ، ولأن هذا الترابط فيما بين هذين الاثنين كان هو السمة المميزة لهذا العرض فقد كان من الضروري معرفة مدى التكامل والتنافر بينهما ، ومعرفة أي الأبعاد المؤثرة في مجتمعات المعلومات من تداعيات العولمة هي الأكثر تأثيرا في مجتمعات المعلومات . والعولمة بنظر أخصائي المكتبات والمعلومات هي انتصار حقيقي للقيم الأمريكية ولذا فالترقب هو الوسيلة الأفضل للإفادة من العولمة بحيث أن الرفض المطلق أو القبول المطلق في الوضع الحالي كلاهما سيجر من الخسائر أكثر بكثير في حالة التقدم نحو العولمة من دون الإدراك الحقيقي لأبعادها ، وهو الأمر الذي يحتاج إلى فترة زمنية كافية حتى تنجلي معالمه .
    ثبت المراجع 23 – نبيل ، علي . الثقافة العربية وعصر المعلومات : رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي . الكويت : عالم المعرفة ،2001 . ص. 39 . 24- بوطورة ، أكرم . مجتمع المعلومات وتحديات العولمة : بين ثقافة التقييم وتقييم الثقافة : دراسة ميدانية على أخصائي المكتبات والمعلومات بالشرق الجزائري . رسالة ماجستير : قسنطينة : علم المكتبات ،2006.ص.190 . 25- بوطورة ، أكرم . المرجع السابق . ص. ص. 195 – 196 . 26- المرجع نفسه . ص. 197 . 27- بودربان ، عز الدين . البحث الوثائقي في مجتمع المعلومات : دراسة ميدانية في المؤسسات التربوية الجزائرية ، قسنطينة نموذجا . أطروحة دكتوراه : قسم المكتبات : قسنطينة ، 2005 . ص . 167 – 168 .1- Americana library association and the globalization effects ( on line) . 20/2/2007 . disponible sur web : http://www . library 4 all.net /library /coole/14=44-net /nation .openien.doc[1] 28- بوطورة ، أكرم . المرجع السابق .ص. 213 . 29- الوجع نفسه . ص. 214 . 30- شاهين ، شريف كامل . الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات وانعكساتها على المكتبات : ردود فعل عالمية وغموض في الموقف العربي دراسة استكشافية لآراء المتخصصين العرب . وقائع المؤتمر العربي للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات : المكتبات العربية في مطلع الألفية الثالثة بنى وكفاءات متطورة ، الشارقة 5 – 8 نوفمبر 2001 . ص. 410 – 412 . 31- شاهين ، شريف كامل . المرجع السابق . ص.
    Mohammad Abouzied
    Mohammad Abouzied
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 73

    العولمة و المعلوماتية Empty رد: العولمة و المعلوماتية

    مُساهمة من طرف Mohammad Abouzied الأحد أبريل 25, 2010 6:08 pm

    - مفهوم مجتمع المعلومات لأن المجتمعات ظلت على مدار الزمن في حركية دائمة ، ولأنها كانت تسعى دائما إلى التطوير والتحسين من مستوى الحياة والرقي إلى الأفضل ، فقد تمكنت وبفضل ما قدمته من تضحيات وأبحاث على مستويات عالية من التحليل أن تصل إلى تحسينات جديدة ، كانت أهمها على الإطلاق ” مجتمع المعلومات” ولأنها لا تزال حديثة عن تطبيقات الفكر الإنساني تطرح أسئلة كثيرة عن ماهيتها وكيفية تطورها وخصائصها التي أهلتها لأن تصبح الهدف المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه كل دول العالم على إختلاف توجهاتها ، والتي كثيرا ما تثار الأسئلة حول مقوماتها وأهدافها . إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديدا لم تتبلور معالمه بعد في المفهوم العالمي للباحثين في مختلف القارات ،وذلك ليس غريبا لأن ملامحه غير واضحة بالقدر الكافي حتى بالنسبة للمواطنين العاديين الذين يتعاملون معه في حياتهم اليومية من خلال بعض مظاهره كشبكة الإنترنيت مثلا ، بغير إدراك للأبعاد النظرية له وللنتائج العلمية والسياسية والثقافية .
    “وقد أدى النمو الإقتصادي العالمي المتزايد ممزوجا بالتطور التكنولوجي إلى توظيف المعلومات كمحرك أساسي للتغير الاجتماعي ،مما أدى إلى ظهور مصطلح ”مجتمع المعلومات ” في بداية الثمانينات للدلالة على المرحلة الجديدة التي تمتدد عبر تاريخ البشرية ، وتتميز بأنها تعتمد أساسا على قاعدة متينة من المعلومات تشكل موردا أساسيا لاقتصاديات ترتكز على هياكل قاعدية تكنولوجية .” (14)
    عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع مابعد الصناعي ومجتمع ما بعد الحداثة ، المجتمع الرقمي ،المجتمع الشبكي ،المجتمع اللاسلكي ، المجتمع الكوني ، المجتمع المعلوماتي ، مجتمع الموئسات .1-1- التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات جنيف 2003 : ” مجتمع يستطيع كل فرد فيه إستحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها وإستخدامها وتقاسمها بحيث يمكن الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكانياتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة وفي تحسين نوعية حياتهم ”. (15)1-2- التعريف الذي تبناه تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 .
    ” المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الإقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا للأرتقاء بالحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية ” . (16)1-3- التعريف الذي تبناه محمد فتحي عبد الهادي :” المجتمع الذي يعتمد إعتمادا أساسيا على المعلومات الوفيرة كمورد إستثماري وكسلعة إستراتجية وكخدمة وكمصدر للدخل القومي وكمجال للقوى العاملة مستغلا في ذلك كافة إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وبما يبين إستخدام المعلومات بشكل واضح في كافة أوجه الحياة الاقتصادية والإجتماعية والسياسية بغرض تحقيق التنمية والرفاهية ”. (17)إذن هو مجتمع جامع ومنصف قوامه الإنسان يتاح فيه لكل فرد حرية إنشاء المعلومات والمعرفة والنفاذ إليهما والإستفادة منهما وتقاسمهما ونشرهما لتمكين الأفراد والمجتمعات والشعوب من تحسين نوعية الحياة وتحقيق ذواتهم الكاملة ، وهي مجتمعات تؤسس على مبادئ العدالة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وعلى المشاركة الكاملة للشعوب
    رغم تعدد المسميات التي أطلقت على هذا المجتمع الحديث إلا أن الأساس الذي تنطلق منه واحد ، والذي يرتكز على حرية تداول المعلومات دونما قيد أو شرط وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة عن طريق الإتاحة المباشرة لها . 2- الأهمية المعرفية لمجتمع المعلومات : يمكن القول أن أهمية هذا المجتمع تستمد قيمتها من قيمة مبدأ تداول المعلومات في حد ذاتها والتي تجمل في : • أن المعلومات تقوم على مبدأ التراكمية والتجميع والإستخدام فهي قابلة للإستهلاك غير قابلة للنفاذ ، بل وتتزايد وتتضاعف بالمشاركة على عكس موارد الحياة الأخرى كالطاقة والغذاء . • أن قيمة المعلومات تقوم على تنمية القدرات الإنسانية إلى خيار أكثر القرارات فاعلية . • أن سر وقع تكنولوجيا المعلومات أنها تقوم على تطوير النسق الإجتماعي والتجديد من صياغة النسق . ويستمد مجتمع المعلومات أهميته من حجم الأهمية التي أفرزها عصره عصر المعلومات(18):• المزيد من المعلومات تؤدي على المزيد من الإمكانيات المعرفية وزيادة الأعمال المعلوماتية .• التسارع في الحصول على المعلومات مما يتطلب المزيد من الكفاءة في أعمال التحري الدقيق . • المزيد من عمليات الإتصال عبر المسافات الطويلة سواء تلك التي تتم على مستوى جماعي أو من نقطة إلى نقطة 3- خصائص مجتمع المعلومات حسب التقرير الدولي عن المعلومات الذي أصدرته اليونسكو عن 97/1998 :إن الإطار الذي ينطوي عليه مجتمع المعلومات هو إطار معلوماتي قبل كل شيء ولكنه رغم ذلك يستند أيضا إلى مجموعة من الإعتبارات تمس بالدرجة الأولى الحياة العامة ومختلف الزوايا الأساسية فيها كالمنفعة المعلوماتية من خلال إنشاء بنية تحتية للمعلومات تقوم على أساس الحواسب الآلية ترتكز على شبكات المعلومات المحلية والعالمية وقواعد وبنوك المعلومات التي تصبح بمثابة رمز للمجتمع . ويتميز مجتمع المعلومات حسب التقرير الدولي عن المعلومات الذي أصدرته اليونسكو عن العام 97/1998 بعدد من الخصائص والملامح يوجزها التقرير في ثلاث خواص أساسية هي (19) : 1. إسخدام المعلومات كمورد إقتصادي مهم ، وذلك على إعتبار إمكان الإستفادة منها في الإرتفاع بمستوى كفاءة المنظمات والهيئات والمؤسسات المختلفة وتشجيع الإبتكار وزيادة القدرة على التنافس من خلال تحسين نوعية الإنتاج .2. هي إنتشار إستخدام المعلومات بين أفراد الجمهور العام بحيث يمكنهم الإعتماد عليها في أداء مختلف أوجه النشاط اليومي والإستعانة بها في تحديد إختباراتهم والتعرف بفضل هذه المعلومات على حقوقهم المدنية وإدراك حدود مسئولياتهم الإجتماعية والسياسية . 3. فهي إمكان تطوير قطاع معلوماتي داخل النسق الإقتصادي تكون مهمته تقديم التسهيلات والخدمات المعلوماتية للأفراد والمؤسسات وتطوير الصناعات المستخدمة في توفير المعلومات والحصول عليها من خلال شبكات المعلومات العالمية . 4- ملامح مجتمعات المعلومات :إن مجتمعات المعلومات بخلاف كل أنظمة المجتمعات التقليدية تتوفر على ملامح خاصة يمكن من خلالها تقييم أداء هذه الأخيرة إما بالإيجاب أو بالسلب ، ويمكن القول هنا أن الملامح الأساسية لمجتمعات المعلومات تنطلق من عدة عناصر أساسية ، وهي على إختلافها نوعان : الإيجابية والسلبية . 4-1- الملامح الإيجابية لمجتمعات المعلومات :هي تلك الملامح التي من خلالها يمكن لمجتمع ما أن يرتقي إلى درجة عالية من المعلوماتية وهي الهدف المنشود من خلال الإرتقاء بأي مجتمع إلى مجتمع المعلومات وهي عناصر مختلفة يمكن تحديد خصائصها من خلال النقاط التالية :1. إتاحة المعلومات : السرعة / الدقة :• يوفر مجتمع المعلومات سوق عالمية للمعلومات يستطيع فيه الناس من خلال التكنولوجيا المتضمنة في الحواسيب الآلية أن يقوموا بعملية التجارة في المعلومات من خلال البيع والشراء والمشاركة في الوصول إليها ، مما يؤدي إلى التنوع في إستخدام هذه المعلومات في مجالات التجارة والصحة والتعليم والإدارة والأنشطة الحكومية ويِؤثر على الأنشطة والمجتمع والتاريخ .• إن سرعة التطور في التكنولوجيات المعلومات والإتصالات في مجتمعات المعلومات من شأنها أن تتحدى العقل الإنساني لكي يفكر بطريقة أفضل وأسرع ولكي يصبح أكثر معرفة وفعالية وإنتاجية . • إن أقدر الناس على التخطيط والتعامل مع الأشياء هو من يمتلك المعلومات بشتى صورها وأشكالها ، فبقدر ما يحوزه الأشخاص أو الدول من معلومات بقدر ما يكونوا في مواقع أكثر قوة وأقدر على التصرف ، إن أي نشاط بشري نمارسه سواء أكان صناعيا أم تجاريا أم غير ذلك يعتمد في أساسه على المعلومات ، هذه الأخيرة التي يعتبر مجتمع المعلومات الراعي الأول لها .2. ثورة التكنولوجيات والشبكات : • تقدم شبكات عالمية وخاصة شبكة الإنترنت إمكانية إبداع ثقافات عالمية تسهم في عملية التواصل وإشاعة الديمقراطية والتواصل الحضاري عن طريق المجتمعات الإفتراضية التي تتصل مع بعضها البعض فقط من خلال حاسوب ومودم وخط إتصال مع شبكة الإنترنت ، مما سيسهم من دون شك في عملية تشاطر المعرفة . • تساعد مجتمعات المعلومات على تطوير الثورة المعلوماتية الهامة والتي تتمثل في تطوير تكنولوجيا المعلومات .• إن تكنولوجيات المعلومات والإتصالات ستسرع من السيطرة على المعرفة ، ذلك أن الثروة المعرفية الكونية من خلال هذه التكنولوجيات تحمل في طياتها الوعد بالقضاء على العزلة في العالم بفضل توافر المعلومات وغزارتها ، ومن شأنها أن تجعل الدول النامية تحرق المراحل المكلفة من عملية التنمية وتركز مشكلات العقل الإنساني لحل المشكلات الحادة .• تقضي التكنولوجيا التي توفرها مجتمعات المعلومات إلى القضاء على عنصري الزمن والمكان مما يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في مستويات التغيير الإجتماعي والإرتقاء نحو الأفضل في مستويات المعيشة والوعي الحضاري والثقافي .4-2- الملامح السلبية لمجتمعات المعلومات :رغم كل الصورة المشرقة التي تعد بها مجتمعات المعلومات لمستقبل أفضل ، إلا أن الواقع يرسم ملامح أخرى مغايرة لما يتم الترويج له ، ولا يفهم من هذا أننا قد نرفض هذا المجتمع ، بل نركز على أنه لابد من السعي إلى تجاوز سلبياته المركزة في نقطتين أساسيتين . 1- المشكلات الأخلاقية : تطرح التكنولوجيا الحديثة العديد من المشكلات الأخلاقية متجسدة في :•إنتهاك الخصوصية الفردية عن طريق التجسس والقرصنة وعمليات كالنصب والإحتيال والتزوير بالإضافة إلى التخريب العمدي للشبكات .•إشكالية إنحسار القيم الأخلاقية أمام المد المعلوماتي الهائل ، وبذلك تتحول إنصهار العالم في بوتقة واحدة إلى أكبر معضلة تواجه دول العالم ليس الثالث فقط ولكن كل المجتمعات التي لا تزال محافظة على ثقافتها المحلية والتي يؤدي التشارك المعرفي إلى إختراقها بطريقة هي الأقرب إلى الإنتهاك منها إلى الإستهلاك ، خاصة مع الإنتشار الواسع للمواقع الإباحية وظواهر أخرى أكثر خطورة كممارسة الدعارة عبر الشبكة والترويج لمواد أخرى ممنوعة . 2- المشكلات القانونية : إن من أهم مبادئ مجتمعات المعلومات صيانة الحق في الإبتكار ، أي حماية الملكية الفكرية وما يتصل بها ، وهذا ما يتجلى في كل الإتفاقات الدولية التي توقع تحت طائلة منظمة التجارة العالمية أو شروط صندوق النقد الدولي أو إتفاقيات الشراكة المختلفة ، وعلى الرغم أن الصورة العامة قد ترسم مستقبلا مشرقا حول حماية حقوق الملكية الفكرية ، إلا أن الهدف الحقيقي للترويج لقوانين الحماية ليس هو صيانة هذا الحق المشروع بقدر ما هو عملية تقنين ومنع لإنتشار التكنولوجيا ووصولها إلى دول العالم الثالث ، التي ستضطرها القوانين المتشددة في هذا الإطار إما إلى الإمتناع عن إستيراد هذه التكنولوجيا على الإطلاق والبقاء متخلفة إلى الأبد ، أو اللجوء إلى إستيرادها مع تحمل التكلفة العالية التي ستضطر إلى دفعها نظير إستغلال براءات الإختراع وحقوق التأليف والملكية الفكرية ، أو الإعتماد على الحل الثاني والأخير وهو اللجوء إلى القرصنة ، مما يطرح مشكلات جسمية للمنتجين والمستهلكين للتكنولوجيا على حد سواء . ومن الواضح أن تطبيق القوانين لا يتعدى الدولة التي صكتها ، وفي نهاية الأمر ، يحتاج تنفيذ القانون إلى جانب القوة التي توفر له الحماية والشرعية ، ويرى عدد من الخبراء أمثال Barlow أنه ما من فرص لبقاء حق المؤلف في البيئة المتشابكة ، فرغم إنتشار عمليات الإنتحال والقرصنة في جميع أنحاء العالم ، إلا أن القضايا إنتحال حق التأليف المنظورة أمام المحاكم لا تزال قليلة خاصة معظم المشكلات التطبيقية مرتبطة بالتحكم في مصادر الإنترنت . وتطرق المشرع الجزائري في إطار تحضيير الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة إلى : مجال الإيداع القانوني بموجب المرسوم 93/10 الملكية الفكرية بموجب الأمر رقم 03/05 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي ألغى القانون السابق المتمثل في الأمر 97/10 .تطرقا هذان القانونان لأول مرة إلى برامج الحاسوب وقواعد البيانات . دائما في مجال الملكية الفكرية وبالضبط بخصوص الملكية الصناعية ، تم تبني قانون خاص بالدوائر المتكاملة في شهر جويلية من سنة 2003 أما بخصوص مكافحة جرائم الإعلام الآلي تبقى هاته المحاولات مشروع لم يتم تبنيه من قبل المجلس الشعبي الوطني . (20) 5- الجزائر ومجتمعات المعلومات : إن الجزائر كغيرها من مجتمعات العالم تسعى للوصول إلى تحقيق تطور وتنمية على مدى السنوات القادمة ولكن هذا بالتأكيد لن يتأتى إلا من خلال مجموعة من العناصر . وتعتبر الجزائر إحدى دول العالم النامي وينطبق عليها ما ينطبق على الدول النامية من التبعية الإقتصادية والمعلوماتية لدول العالم المتقدم ، ولهذا فإن خطواتها الأولى نحو مجتمع المعلومات لا تزال تتعثر في بدايتها وتبقى عاجزة عن مواكبة التطور العلمي والثقافي على مستوى المغرب العربي – فضلا عن دول العالم المتقدم – مقارنة مع دول أخرى مثل المغرب، التي وضعت خطة إستراتجية للإندماج في مجتمعات المعلومات منذ سنة 1990 . (21) وتتوفر الجزائر على مؤهلات تسمح لها بالانسياق ضمن الدينامكية العالمية لبناء مجتمع للمعلومات . هاته المؤهلات يجب تدعيمها ببعض الإجراءات التنظيمية والقانونية بمساندة الإرادة السياسية للسلطات العليا للبلاد . هذا الإستراتيجي قد تم الإعلان عنه بوضوح من طرف رئيس الجمهورية إبتداءا من سنة 2000 . رغم هذا ، من المعروف أن الجزائر كغيرها من البلدان العربية تشكو عدة نقائص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما تبينه المؤشرات التالية (22):• نسبة ضئيلة من العائلات تملك الكمبيوتر الشخصي .• الثمن الباهض للكمبيوتر بالمقارنة مع الدخل المتوسط للأشخاص .• غياب مصالح عامة تقدم خدمات للحصول على معلومات متخصصة . • أقل من 20 موزع لخدمات الإنترنت عملي ضمن 95 موزع معتمد . • الإحتكار الواقعي لتكنولوجيات المعلومات من قبل قطاع الإتصالات . إضافة إلى هذا وإلى بعض العوامل المادية الأخرى ، يجب الإشارة إلى العجز الثقافي في مجال إستعمال التكنولوجيات والمعلومات في النشاطات المهنية وحتى المتعلقة بالحياة الخاصة للأفراد . 14- أعراب ، عبد الحميد . مفهوم مجتمع المعلومات من خلال التجارب العالمية الرائدة . ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربي الخامس عشر” المكتبات ومرافق المعلومات ودورها في إرساء مجتمع المعرفة ” . تونس 2- 5 مارس 2005 . الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات . 15- عصر المعلومات . ( على الخط المباشر ) . تمت الزيارة يوم : 22/2/2007 . متاح على الأنترنيت : http://www.afkaronline.org /arabic/articles/information.html16 – المرجع نفسه . 17- عصر المعلومات . المرجع السابق 18- ثابت ، أحمد . العولمة والخيارات المستقلة . المستقبل العربي ، 1999، ع 240. ص . 11. 19- أبو زيد ، أ حمد . مستقبليات …ثورة المعلومات ومجتمع المستقبل . مجلة العربي . 1 أكتوبر 2003 ، ع. 539 . ص.87. . 20- خلادي عبد القادر ، كويسي سليمة . تكنولوجيا المعلومات والاتصال قي الجزائر : وضعية وآفاق : اجتماع الخبراء الإقليمي حول معيقات النفاذ الشامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدول العربية .( على الخط المباشر ) . تمت الزيارة يوم : 25/2/2007 . متاح على الإنترنت : http// isesco.org./ma /act /culture/86/11.doc 21- علوي ، هند . أخلاقيات مجتمع المعلومات : من وجهة نظر الأساتذة الباحثين بجامعة منتوري . رسالة ماجستير : قسنطينة : علم المكتبات ، 2004 .ص.68 . 22- خلادي عبد القادر ، كويسي سليمة . المرجع السابق .ص.23 .
    Mohammad Abouzied
    Mohammad Abouzied
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 73

    العولمة و المعلوماتية Empty رد: العولمة و المعلوماتية

    مُساهمة من طرف Mohammad Abouzied الأحد أبريل 25, 2010 6:10 pm

    1.مفهوم المعرفة.مفهوم المعرفة.
    هي حصيلة الامتزاج الخفي بين المعلومة والخبرة والمدركات الحسية والقدرة على الحكم والمعلومات وسيط لاكتساب المعرفة ضمن وسائل عديدة كالحدس والتخمين والممارسة الفعلية والحكم بالسليقة.
    يعرف نانوكا المعرفة على أنها “الإيمان المحقق الذي يزيد من قدرة الوحدة أو الكيان على العمل الفعال”. وبهذا التعريف يكون التركيز على العمل أو الأداء الفعال وليس على اكتشاف الحقيقة. وهذا ما يحصل في الغالب, حيث إننا نهتم بماذا يمكن أن تعمله المعرفة وليس بتعريف المعرفة ذاتها. فنحن نستخدم كلمة المعرفة لتعني بأننا نمتلك بعض المعلومات وبذلك نكون قادرين على التعبير عنها. ومع ذلك فهنالك حالات نمتلك فيها المعلومات ولكن لا نعبر عنها.[15]
    يعرف الصباغ المعرفة على إنها “مصطلح يستخدم لوصف فهم أي منا للحقيقة.
    و يمكن للمعرفة أن تسجل في أدمغة الأفراد أو يتم خزنها في وثائق المجتمع (أو المنظمة) و منتجاته و ممتلكاته و نظمه، و عملياته. و على الرغم من توافر عدد كبير من التعاريف اللغوية أو العملياتية لمصطلح “معرفة”، فإننا سنستخدم المعرفة على أساس كونها الأفكار أو الفهم الذي تبديه كينونة معينة (فرد أو مؤسسة أو مجتمع) و الذي يستخدم لاتخاذ سلوك فعال نحو تحقيق أهداف الكينونة.
    و لابد لنا من أن نميز بين “المعرفة” و “المعلومات”. فعلى الرغم من عدم وضوح الحدود الفاصلة بين المصطلحين، إلا أنهما ليسا وجهين لعملة واحدة. فالمعلومات هي ما ينتج من معالجة البيانات التي تتوالد في البيئة و هي تزيد مستوى المعرفة لمن يحصل عليها. و هذا يعني أن المعرفة هي أعلى شأناً من المعلومات. فنحن نسعى للحصول على المعلومات لكي نعرف (أو نزيد معارفنا).
    و تتواجد المعرفة في العديد من الأماكن، مثل، قواعد المعرفة، و قواعد البيانات، و خزانات الملفات، و أدمغة الأفراد، و تنتشر عبر المجتمع و منظماته. و في العديد من الأحيان تكرر شريحة ما في المجتمع عمل شريحة أخرى لأنها، و ببساطة متناهية، كان يتعذر عليها أن تتابع، و تستخدم المعرفة المتاحة في شرائح أخرى. و يبدو ذلك أكثر وضوحاً في منظمات الأعمال منه في المجتمعات. ففي أحيان عديدة نرى أن إدارة ما تكرر أعمال إدارة أخرى من إدارات المنظمة لأن الأولى لا تعرف بتوافر المعرفة لدى الإدارة الثانية، لذلك تحتاج المنظمة إلى أن تتعرف على[16]:
    1. ما هي موارد المعرفة المتوفرة لديها.
    2. كيف تدير و تستخدم هذه الموارد لتحقيق أقصى مردود ممكن.
    و من المؤسف أن إهتمام معظم المنظمات يتركز على مواردها المادية الملموسة و تترك موارد المعرفة التي تملكها بغير إدارة على الرغم من أهميتها.
    2. تصنيف المعرفة. [17]
    يصنف نانوكا وتاكيوشي (Nanoka and Takeuchi, (1995) المعرفة حسب إدارتها إلى صنفين, هما :
    – المعرفة الصريحة (Explicit Knowledge)
    وهي المعرفة المنظمة المحدودة المحتوى التي تتصف بالمظاهر الخارجية لها ويعبر عنها بالرسم والكتابة والتحدث وتتيح التكنولوجيا تحويلها وتناقلها.
    – المعرفة الضمنية (Tacit Knowledge) وهي المعرفة القاطنة في عقول وسلوك الأفراد وهي تشير إلى الحدس والبديهية والإحساس الداخلي, إنها معرفة خفية تعتمد على الخبرة ويصعب تحويلها بالتكنولوجيا، بـل هـي تنتقل بالتفاعل الاجتماعي.
    أما إدارة المعرفة فهناك عدد كبير من التعاريف التي تحاول أن تحدد معالمها بدقة. و قبل أن نخوض في تعاريف إدارة المعرفة، يتوجب علينا أن نشير إلى أن المعرفة يمكن فهمها على أساسها المجرد، فهناك صعوبة بالغة في أن “نعرف ما نعرف أو ما لا نعرف”.
    أما سكا يرم، و هو أحد أبرز من تناولوا مفهوم إدارة المعرفة، فيعرفها على أساس إنها “الإدارة النظامية و الواضحة للمعرفة و العمليات المرتبطة بها و الخاصة باستحداثها، و جمعها، و تنظيمها، و نشرها، و إستخدامها، و استغلالها. و هي تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل جلي من خلال المنظمة.
    تقدم المدرسة العليا لإدارة الأعمال في جامعة تكساس في أوستن تعريفاً لإدارة المعرفة يختلف قليلاً عن تعريفينا السابقين. فهي تعرف إدارة المعرفة على أساس أنها:
    “العمليات النظامية لإيجاد المعلومات، و استحصالها، و تنظيمها، و تنقيتها، و عرضها بطريقة تحسن قدرات الفرد العامل في المنظمة في مجال عمله. و تساعد إدارة المعرفة المنظمة في الحصول على الفهم المعمق من خلال خبراتها الذاتية. كما تساعد بعض فعاليات إدارة المعرفة في تركيز إهتمام المنظمة على استحصال، و خزن، و استخدام المعرفة لأشياء مثل حل المشاكل، و التعلم الديناميكي، و التخطيط الإستراتيجي، و صناعة القرارات. كما إنها تحمي الموارد الذهنية من الاندثار، و تضيف إلى ذكاء المنظمة، و تتيح مرونة أكبر.
    الباحث (1999) Finneran عرف إدارة المعرفة بأنها نظام دقيق يساعد على نشر المعرفة سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي من خلال المؤسسة للتأثير تأثيرا مباشرة على رفع مستوى أداء العمل, وهي تتطلع إلى الحصول على المعلومات المناسبة في السياق الصحيح للشخص المناسب في الوقت المناسب للعمل المقصود المناسب.
    فأننا نعني بإدارة المعرفة بأنها إيجاد الطّرق للإبداع وأسر معرفة المؤسسة للحصول عليها للاستفادة منها والمشاركة بها ونقلها إلى الموظفين الذين في حاجة إليها لأداء أعمالهم بفعالية وبكفاءة, وباستخدام الإمكانيات الحديثة و تكنولوجيا المعلومات بأكثر قدر ممكن.[18]
    وهناك من يرى أن إدارة المعرفة هي مفهوم ومنهج يستخدم تقنية المعلومات كأداة لتجميع ومشاركة المعلومات والخبرات. وليست أداة من أدوات تقنية المعلومات .
    أن مفهوم إدارة المعرفة يمكن تطبيقه في جميع مجالات الأعمال وليس في الشركات والمؤسسات فقط.
    يتضمن مفهوم إدارة المعرفة، تعريف و تحليل موارد المعرفة المتوفرة و المطلوبة و العمليات المتعلقة بهذه الموارد و التخطيط و السيطرة على الأفعال الخاصة بتطوير الموارد و العمليات، و بما يسهم في تحقيق أهداف المنظمة. و موارد المعرفة في هذا السياق هي المعرفة التي تمتلكها المنظمة أو التي تحتاج إلى امتلاكها و المتعلقة بالمنتجات و السوق و التكنولوجيات و المنظمات بحيث تسهم في زيادة الأرباح أو توفير قيمة مضافة للخدمات و المنتجات.
    و لا تتعلق إدارة المعرفة بإدارة هذه الموارد فقط، بل تتعدى ذلك إلى إدارة العمليات الخاصة بهذه الموارد. و هذه العمليات تتضمن:
    - تطوير المعرفة.
    - الحفاظ على المعرفة.
    - استخدام المعرفة.
    - تقاسم المعرفة.
    3.نشأة إدارة المعرفة.[19]
    تعتبر إدارة المعرفة قديمة و جديدة في الوقت نفسه. فقد درج الفلاسفة على الكتابة في هذا الموضوع منذ آلاف السنين. و لكن الإهتمام بعلاقة المعرفة بهيكلية أماكن العمل هي جديدة نسبياً. و من المؤكد أن الكثير قد كتب عن هذه العلاقة، و لكن معظمه كان خلال السنوات القلائل الماضية، و منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم. في عام 1980م, وفي المؤتمر الأمريكي الأول للذكاء الاصطناعي, أشار أدوارد فراينبوم Edward Freignebaum إلى عبارته الشهيرة “المعرفة قوة Knowledge is Power” ومنذ ذلك الوقت ولد حقل معرفي جديد أطلق عليه “هندسة المعرفة Knowledge Engineering” ومع ولادته استحدثت سيرة وظيفية جديدة هي مهندس المعرفة. وفي عام 1997م ظهر حقل جديد آخر, نتيجة لإدراك أهمية المعرفة في عصر المعلومات وهو “إدارة المعرفة Knowledge Management” وقد تبع هذا التطور تغيير في عناوين الدوريات المتعلقة بالموضوع من بينها, كمثال, تغيير عنوان مجلة تغيير وإعادة هندسة إدارة الأعمال إلى إدارة ومعالجة المعرفة.
    وفي النصف الأخير من التسعينيات أصبح موضوع إدارة المعرفة من المواضيع الساخنة والأكثـر ديناميكية في الإنتـاج الفكري في الإدارة.
    ويرى البعض أن عبارة “الاشتراك بالمعرفة” أفضل وصف من “إدارة المعرفة”. لقد حققت شركة معدات تكساس أرباحًا عالية من خلال الاشتراك بأفضل الممارسات .
    4.أهداف إدارة المعرفة.
    - تبسيط العمليات وخفض التكاليف عن طريق التخلص من الإجراءات المطولة أو غير ضرورية .
    - تحسين خدمة العملاء عن طريق إختزال الزمن المستغرق في تقديم الخدمات المطلوبة .
    - تبني فكرة الإبداع عن طريق تشجيع مبدأ تدفق الأفكار بحرية .
    - زيادة العائد المالي عن طريق تسويق المنتجات والخدمات بفعالية أكبر .
    - تفعيل المعرفة ورأس المال الفكري لتحسين طرق إيصال الخدمات .
    - تحسين صورة المؤسسة وتطوير علاقاتها بمثيلاتها .
    - تكوين مصدر موحد للمعرفة .
    - إيجاد بيئة تفاعلية لتجميع وتوثيق ونقل الخبرات التراكمية المكتسبة من وأثناء الممارسة اليومية .
    5.لماذا إدارة المعرفة ؟
    - التحول الجديد في بيئة الأعمال الذي يفرض على المنشآت التميز بقدرات جديدة تتلخص في بعد النظر والتفوق في الأداء والإبداع والقدرة على التكيف ، بدلا من الأسلوب التقليدي الذي كان يركز على الفعالية بشكل أساسي ,من هذا المنطلق يشكل وجود خطة متكاملة لإدارة المعرفة لدى المنشأة أمرا في غاية الحيوية والأهمية .
    - التطور المطرد في التقنية وما ينتج عنه من تغير في المفاهيم وتأثير في التكلفة.
    - التطور المستمر والمتوقع للمفاهيم والناتج عن تطور الخدمات وما سيتبعه من تطور إحتياجات جديدة .
    - الحاجة إلى ما يربط كل تلك المعارف والمعلومات والخبرات بما يمكن من تطوير وتنمية المنشأة ككيان تفاعلي.
    - تضاعف حجم المعلومات التي تتولد في أي مجال.
    - إمكانية الحصول على كميات مهولة من المعلومات في ظرف أجزاء من الثانية.
    - إزدياد صعوبة الإستفادة من تلك المعلومات .
    6.متطلبات إدارة المعرفة.[20]
    إن أول العمليات اللازمة لإدارة المعرفة ، هي إستيقاء المعلومة الدقيقة والصحيحة وتوثيقها ، ثم تبادلها عبر وسائل التفاعل المختلفة داخل منظمات الأعمال بما في ذلك الانترنيت أو أي شبكة معلومات داخلية التي تتيح لكل عامل في المؤسسة أن يتبادل المعرفة مع زملائه كل حسب احتياجاته …ومن الطبيعي أن تلعب الإجتماعات التشاورية لمختلف المراتب والمستويات دورا مهما في تبادل المعلومات والمعارف والآراء وأن يسهم ذلك في صناعة القرارات من الأسفل إلى الأعلى وبالعكس بدلا من أن تتخذ الهيئات العليا قرارات عير مدروسة ولا واقعية بعيدا عن الأطر التحتية لمنظمة الأعمال ، كذلك فإن التعليم والتدريب المستمرين للكادر بمختلف مهنه ومستوياته يعد ركنا أساسيا من أركان المعرفة ، وتنمية الموارد البشرية التي يجب أن تسير في خط مواز لإمتلاك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فإدارة المعرفة ليست إدارة معلومات فحسب ، بل أنها في جوهرها تعتمد على إدارة الموارد البشرية وتنميتها.
    7.عمليات إدارة المعرفة وأنشطتها.[21]
    اختلف الباحثون فيما تتضمنه إدارة المعرفة من عمليات وأنشطة. فالبعض يصنفها إلى أربعة عمليات بينما يتوسع بها آخرون لتشمل أكثر من ذلك. ولغرض التعرف أهم تلك العمليات تم انتقاء عدد من التصنيفات يرى كل من العلواني 2001م وألافي (Alavi,1997) بأن العمليات الأساسية في إدارة المعرفة أربع تعمل بمجملها في إطار عمل يحيط به مكونان أساسيان هما العناصر الاجتماعية والثقافية والتنظيمية ثم التكولوجيا ومن خلال التفاعل التام بين العمليات وهذه العناصر يتم إدارة المعرفة. أما العمليات الأربع فهي تكوين المعرفة واقتناؤها وتنظيم المعرفة وتخزينها وتوزيع المعرفة وبثها وتطبيق المعرفة.:
    • وتقترب ألافي (Alavi , 1997) في تحديد عمليات أو وظائف إدارة المعرفة, كما أطلقت عليها, من عمليات مؤسسات المعلومات والمكتبات الحالية بشكل كبير, فهي ترى أن الوظائف خمس لتشمل :
    • التزويد Acquisition
    • - التنظيم Organization
    • - الخزن والاسترجاع Storage and Retrieval
    • - التوزيع Distribution
    • - التخلص (التعشيب) disposal
    أما بالنسبة لكل من لي وكيم (Lee & Kim, 2002) فإنهما يريان بأن عمليات إدارة المعرفة مختلفة وإنها تتحرك بفعل الأحداث والمشكلات التي تواجهها المؤسسة, فطلب المعرفة والإمساك بها وتخزينها والمشاركة بها واستخدامها هي أهم هذه العمليات التي غالبًا ما يقوم أفراد المؤسسة المعنيون بالبحث عنها, بل قد تلجأ المؤسسة أحيانًا إلى استدعاء خبراء للحصول على أفكارهم المعرفية وآرائهم ومقترحاتهم من أجل توليد أفكار جديدة أو حلول للمشكلات التي تواجهها
    إن عمليات وأنشطة إدارة المعرفة لا تختلف مبدئيًا عن ممارسات وعمليات تخصص المعلومات, ولكن التغييرات الجذرية في بيئة الأعمال قد أضافت محددات وأنشطة للتطبيقات التقليدية في معالجة المعلومات
    8.مراحل تطبيق إدارة المعرفة. [22]
    الأنشطة التي تتضمنها كل مرحلة مراحل إدارة المعرفة يكون التركيز على:
     مرحلة المبادرة:
    - بناء البنية التحتية.
    - بناء العلاقات الإنسانية.
    - نظم المكافآت.
    - إدارة الثقافة التنظيمية.
    - تكنولوجيا الاتصالات.
    - بناء قواعد البيانات الحصول على الأفكار والآراء المقترحة.
     مرحلة النشر: يكون التركيز على:
    - تبرير الأفكار.
    - وضع إجراءات وسياسات التبرير.
    - استخدام تكنولوجيا المعلومات في معالجة وتحليل الأفكار لتبريرها.
    - مراقبة المعرفة وأدوات التحكيم.
    - الحصول على المعرفة التي تم تبريرها وتحكيمها.
     مرحلة التكامل الداخلي: يكون التركيز على:
    - التكامل والتمويل المعرفي طبقًا لمستوى متطلبات السوق.
    - هيكلة المعرفة ورسم خريطتها.
    - استخدام محركات البحث وإستراتيجياتها.
    - اعتماد التكنولوجيا في نظم قياس الأداء.
    - الحصول على المعرفة الممولة والمتكاملة.
    مرحلة التكامل الخارجي: يكون التركيز على:
    - كفاءة إدارة المعرفة.
    - الشبكات المتداخلة.
    - التمويل الخارجي.
    - إدارة التعاون.
    - المؤتمرات عن بعد والمؤتمرات الفيديوية.
    - البريد الإلكتروني.
    - نظم المشاركة بالمعرفة.
    - موضوعات التوحيد.
    - الحصول على معرفة أساسية وشبكية.
    9.العلاقة بين إدارة المعلومات وإدارة المعرفة.[23]
    بالنسبة للعديدين لا يبدو هناك أي اختلاف بين “إدارة المعرفة” و “إدارة المعلومات”. ويبدو ذلك منطقياً حين يخص الموضوع غير المعلوماتيين. فبالنسبة لمسوقي تكنولوجيا المعلومات، تعتبر الماسحة الضوئية (scanner) هي تكنولوجيا رئيسية لإدارة المعرفة لأنها ضرورية لتقاسم المعرفة. لذلك فمعظم الذي يشار إليه كإدارة معرفة ما هو في حقيقته إلا إدارة معلومات.
    و في هذا المجال، يشير دانهام غراي أن التعامل مع الأشياء (البيانات أو المعلومات) هو إدارة معلومات، و العمل مع البشر هو إدارة معرفة. و كما أشرنا سابقاً، فإن إدارة المعلومات تتعلق بالوثائق و رسومات التصميم المسند بالحاسوب، و الجداول الإلكترونية، و رموز البرامج. و هي تعني ضمان توفير المداخل، و الأمنية، و الانتقال، و الخزن. و هي تتعامل حصرياً مع التمثيل الواضح و الجلي.
    في حين أن إدارة المعرفة، من الناحية الأخرى، تميز القيمة في الأصالة، و الابتكار، وسرعة الخاطر، و القدرة على التكيف، و الذكاء، و التعلم. و هي تسعى إلى تفعيل إمكانيات المنظمة في هذه الجوانب. و تهتم إدارة المعرفة بالتفكير النقدي، و الابتكار، و العلاقات، و الأنماط، و المهارات، و التعاون و المشاركة. و هي تدعم و تسند التعلم الفردي و تعلم المجموعات. و تقوي التعاضد بين أفراد المجموعات و تشجع مشاركتهم في الخبرات و النجاحات و حتى الفشل. و قد تستخدم إدارة المعرفة التكنولوجيا لزيادة الإتصال، و تشجيع المحادثة، و المشاركة في المحتوى، و التفاوض حول المعاني.
    لكي نتفهم واقع إدارة المعرفة، فلابد لنا من أن ننظر بشكل أكثر واقعيةً إلى الماضي و الحاضر. في الماضي كانت هناك الكثير من المجتمعات التي تمارس إدارة المعرفة بصورة أو بأخرى من دون أن تطل على ممارساتها هذه التسمية. أما اليوم فإن العديد من المجتمعات اتخذت خطوات رسمية في هذا الجانب و استحدثت برامج إدارة المعرفة. و لكن لا زالت هذه المجتمعات قاصرة عن إدماج “إدارة المعرفة” بشكل كامل في فعالياتها و قراراتها المجتمعية.
    و خلف ذلك كله، الفرص الابتكارية ستخلق من خلال تكنولوجيا المعلومات الدائمة التطور و الحلول البرمجية. و ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحاسوب أن يعمل كشريك لعمال المعرفة، يكيف أفعالهم مع سلوكيات المستفيدين من خلال التنبؤ بالمعلومات التي قد يحتاجون إليها.
    و بناءً على ذلك، فمن الواضح أن إدارة المعرفة تستطيع أن تسهم في إرساء أسس المجتمع المعلوماتي من خلال تبادل أفضل للأفكار مما يتيح استفادة أكبر من الموارد الذهنية المتاحة و إمكانية أحسن للابتكار و التطور. و أخيراً، فعلى الرغم من التشابه الكبير بين المصطلحين، إلا أنهما ليسا وجهين لعملة واحدة، فهما مصطلحان مختلفان. فإدارة المعرفة تعمل في المستوى التجريدي أكثر من إدارة المعلومات. و هذا يجعل ارتباطها الرسمي مع الفوائد و الممتلكات الملموسة صعب التحصيل و التوضيح، و لكن هذا لا يقلل من أهميتها الإستراتيجية بأي شكل من الأشكال.
    ثبت المراجع
    [15] رزوقي، نعيمة حسن جبر. رؤية مستقبلية لدور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة.إدارة المعلومات في البيئة الرقمية: المعارف والكفاءات والجودة.وقائع المؤتمر الثالث عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (بيروت 29 أكتوبر،1 نوفمبر2002). تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 2003. ص.275.
    [16] الصباغ، عماد.المرجع السابق.
    [17] رزوقي، نعيمة حسن جبر. المرجع السابق. ص. 277.
    [18] مطيران، المطيران. إدارة المعرفة. [على الخط]. [22/08/2006].متاح على :
    http://www.arabhrm.com/modules/news/article.php?storyid=36
    [19] رزوقي، نعيمة حسن جبر. المرجع السابق. ص. 278.
    [20] ملحس، عماد لطفي. هل تحتاج المعرفة إلى إدارة. [على الخط]. [22/08/2006].متاح على :http://www.al-moharer.net/moh211/melhes211.htm
    [21] رزوقي، نعيمة حسن جبر. المرجع السابق. ص. 280.
    [22]المرجع نفسه. ص. 288.
    [23] الزامل ،ريم. الفرق بين إدارة المعلومات وإدارة المعرفة. [على الخط]. [22/08/2006]. متاح على:
    http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/13042003/agtes50.htm
    Mohammad Abouzied
    Mohammad Abouzied
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 73

    العولمة و المعلوماتية Empty رد: العولمة و المعلوماتية

    مُساهمة من طرف Mohammad Abouzied الأحد أبريل 25, 2010 6:13 pm

    1. مفهوم المعلومات. Information Notion [1]
    تشريح لغوي:
    المعلومات مشتق من مادة ” ع ل م” وتدور مشتقاتها في نطاق العقل ووظائفه.وهي المقابل الأشمل والأدق للأصل الأجنبي INFORMATION، والمفرد “المعلومة” جائز في حالات معينة ، و”الإعلام” حالة خاصة من حالات التعبير عن أحد معاني الكلمة الأصلية، وليس عنها جميعا بصورة شاملة .
    المعلوماتية INFORMATIC خطأ لغوي لأنها تصيغ المفردة المعبرة عن هذا الاتجاه التقني انطلاقا من الجمع (المعلومات) هذا غير مألوف في العربية…و هو خطأ شائع… أما الأصح لغويا فهو ( المعلومية) من معلومة أو يمكن استخدام مصطلح (معلومياء) وهو على مقاس اشتقاق عدة كلمات من هذا القبيل في اللغة العربية عن التعبير عن توجه عام.
    مجتمع المعلومات Information society تعبير صحيح وكذا (المجتمع المعلومي) خطأ لغوي لأن الصفة – بياء التعريف – أتت من الجمع وهذا غير مقبول في اللغة العربية. وكذلك (مجتمع المعلومة) غير محبذ فكريا وليس لغويا لأن التعبير عن مجتمع كامل بمواصفات أساسية معينة لا يلائمه الحديث عن المعلومة بالمفرد. بل يلزم وصفه باستخدام كلمة الجمع أما (المجتمع المعلومي) فالمصطلح صحيحة فكريا ولغويا.
    إصطلاحا:
    استخدمت كلمة معلومات استخداما متباينا بتباين المجالات. حتى كادت تفقد معناها بدون ربطها بموضوعات علمية أو اجتماعية أو غيرها وقد أشار الباحث YUEXIAO في مقال له على أن هناك أكثر من أربعمائة تعريف للمعلومات قامت بوضعها متخصصون في مختلف المجالات والثقافات والبيئات وأوضح بأن المستوى الفلسفي هو أكثرها شمولية بينما قام SHARDER في كتابه ” In Search Of A Name Information Science and Its Conceptual Antecedents.1984” بحصر حوالي 18 تعريفا لطبيعة المعلومات.
    وسنورد هنا بعض هذه التعريفات.
    أولها لـ: BUCKLAND .M 1991 في كتابه Information As Thing
    إذ ينظر للمعلومات على أساس أن لها ثلاثة استخدامات رئيسية هي
    1- المعلومات عملية أي أنها فعل الإعلام.
    2- المعلومات كمعرفة وذلك للدلالة على ما تم إدراكه في المعلومات كعملية .
    3- المعلومات كشيء ويشرح ما يدعو إليه بأن الصفة المفتاحية للمعلومات كمعرفة هي أنها غير ملموسة إي أنه لا يستطيع أحد أن يلمسها إذا فلا بد عند توصيلها من التعبير عنها ووصفها أو تمثيلها بطريقة مادية: كإشارات أو نصوص أو اتصال مما سيشكل المعلومات كشيء.
    أما TOM STONIER في كتابه ” Information and the Internal Structure of the Universe Cited,1990” يرى أن المعلومات هي إحدى الخصائص الأساسية للكون، شأنها شأن المادة والطاقة، فهي ليست مقصورة على الكائنات الحية لكنها جزء من أي نظام يعرض عملية التنظيم. فإنه إذا كانت الكتلة هي التعبير عن المادة وقوة الدافع هي التعبير عن الطاقة الميكانيكية فإن التنظيم هو التعبير عن المعلومات .
    وفي تخصص علم المكتبات والمعلومات فهي تغير الحالة المعرفية للمتلقي وهي مرحلة وسطى بين البياناتDATA والمعرفةknowledge أي تكامل المعلومات المنظمة واستخدامها في شيء مفيد.
    والمعلومات هي المعطيات الناتجة عن معالجة البيانات يدويا أو حاسوبيا أو بالحالتين معا ويكون لها سياق محدد ومستوى عال من الموثوقية.
    وتختلف المعلومات عن البيانات في أن المعلومات تعطي الفرصة لاتخاذ القرارات بما يتوفر لديهم من تحليل كامل للبيانات ومن نتائج لهذا التحليل. غير أن البيانات تبقى مجرد معطيات غامضة ومجردة لا يمكن الاستفادة منها إلا بعد معالجتها يدويا باستخدام الحاسوب.
    وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن المعلومات حالة ذهنية , ومن ثم فأنها المورد الذي بدونه لا يمكن للإنسان استثمار أي مورد آخر , وعليه فان مفهوم كلمة ( معلومات ) وبما يتوافق مع ( عصر المعلومات ) الذي نعيشه اليوم ينص على (أن المعلومات سلعة يتم في العادة إنتاجها أو تعبئتها بأشكال متفق عليها وبالتالي يمكن الاستفادة منها تحت ظروف معينة في التعليم والأعلام والتسلية أو لتوفير محفز مفيد وغني لاتخاذ قرارات في مجالات عمل معينة.
    2. خصائص المعلومات.
    1- خاصية التميع والسيولة , فالمعلومات ذات قدرة هائلة على التشكيل ( إعادة الصياغة ) , فعلى سبيل المثال يمكن تمثيل المعلومات نفسها في صورة قوائم او أشكال بيانية أو رسوم متحركة أو أصوات ناطقة .
    2- قابلية نقلها عبر مسارات محددة ( الانتقال الموجه ) أو بثها على المشاع لمن يرغب في استقبالها.
    3- قابلية الاندماج العالية للعناصر المعلوماتية, فيمكن بسهولة تامة ضم عدة قوائم في قائمة أو تكوين نص جديد من فقرات يتم استخلاصها من نصوص سابقة.
    4- بينما اتسمت العناصر المادية بالندرة وهو أساس اقتصادياتها , تتميز المعلومات بالوفرة , لذا يسعى منتجوها إلى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من ( الندرة المصطنعة ) حتى تصبح المعلومة سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب , وهكذا ظهر للمعلومات أغنياؤها وفقراؤها وأباطرتها وخدامها وسماسرتها ولصوصها .
    5-خلافا للموارد المادية التي تنفذ مع الاستهلاك لا تتأثر موارد المعلومات بالاستهلاك بل على العكس فهي عادة ما تنمو مع زيادة استهلاكها لهذا السبب فهناك ارتباط وثيق بين معدل استهلاك المجتمعات للمعلومات وقدرتها على توليد المعارف الجديدة.
    6- سهولة النسخ, حيث يستطيع مستقبل المعلومة نسخ ما يتلقاه من معلومات بوسائل يسيرة للغاية ويشكل ذلك عقبة كبيرة أمام تشريعات الملكية الخاصة للمعلومات.
    7- إمكان استنتاج معلومات صحيحة من معلومات غير صحيحة أو مشوشة , وذلك من خلال تتبع مسارات عدم الاتساق والتعويض عن نقص المعلومات غير المكتملة وتخليصها من الضوضاء .
    8- يشوب معظم المعلومات درجة من عدم اليقين, إذ لا يمكن الحكم إلا على قدر ضئيل منها بأنه قاطع بصفة نهائية.
    3. علم المعلومات.Information Science [2]
    إن قضية وضع تعريف لعلم المعلومات هي مشكلة مزمنة صاحبت هذا العلم منذ بداياته وما تزال حتى اليوم تحظى بنقاش كبير وجدل واسع، وتلك ظاهرة طيبة، تدل على حيوية هذا العلم وتجدده وتطوره المتنامي المستجيب للتقدم العلمي الذي تشهده ميادينه النظرية والتطبيقية والحقول العلمية الأخرى المرتبط بها علمياً أو عملياً فالعلم لا يتحجر وإنما يتطور كل يوم بالنماذج الجديدة، ومن لايقبل هذا التطور فليس هو بعالم ويسعى علماء المعلومات في أنحاء العالم إلى وضع نظرية شاملة لعلم المعلومات وبناء قوانينه العلمية وإنجاز تعريفه الموحد.
    فهو من العلوم الحديثة النشأة ولم يتجاوز عمره النصف قرن. وإن البحث في قضية تعريفه مسألة طبيعية، لن تعيق تطوره، فعلم كالاتصال مثلاً لم يتم الاتفاق على تعريف جامع له، وليس ذلك عيباً في علم الاتصال إذ إن مشكلة صياغة التعريفات مشكلة شائعة في كل العلوم ولاسيما الحديثة منها على وجه الخصوص. لقد وضع الرواد الأوائل ومن جاء بعدهم تعريفات متعددة لعلم المعلومات، وأن اختلفت هذه التعريفات في صياغاتها اللغوية أو تفصيلاتها الجزئية، فإنها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة، وقد عبرت في مجملها عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة•
    والتعريف الذي صدر عن مؤتمري معهد جورجيا للتكنولوجيا، المعقودين عامي 1961 و1962 كان أكمل وأشمل التعريفات، وأن باقي التعريفات وإن زادت عليه أونقصت عنه، فإنها تصدر منه وترد إليه، فضلاً عن كونه أول وأقدم هذه التعريفات وله قوة الإجماع العلمي لصدوره عن مؤتمر ترعاه مؤسسة علمية سعت من خلاله إلى وضع برامج دراسية لأخصائيي المعلومات، لذلك فقد تم اعتماده أساساً لمناقشة التعريفات الأخرى ومقارنتها به•
    عرف مؤتمر معهد جورجيا علم المعلومات بأنه: ” العلم الذي يدرس خواص المعلومات وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها، ووسائل تجهيزها لتيسير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وتشمل أنشطة التجهيز، إنتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمها واختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها والمجال مشتق من أو متصل بالرياضيات، المنطق، اللغويات، علم النفس، تكنولوجيا الحاسوب الإلكتروني، بحوث العمليات، الاتصالات،علم المكتبات، الإدارة. وبعض المجالات الأخرى”
    إن هذا التعريف يحدد ثلاث مواصفات أساسية لعلم المعلومات هي:
    • إنه يدرس ظاهرة ” المعلومات” خواصا وسلوكاً وتدفقاً وتجهيزاً لغرض الإفادة.
    • له جانبان أحدهما علمي نظري، والآخر عملي تطبيقي.
    • له ارتباطات وتداخلات موضوعية أساسية مع حقول علمية متعددة.
    ويلاحظ أن “علم المكتبات” يرد في التعريف عند آخر قائمة العلوم المتصلة بعلم المعلومات، وهو العلم الأكثر عطاء لهذا العلم الجديد، حيث قدم له الأدوات والأساليب المهنية الأساسية للعمل المعلوماتي.
    4. انفجار المعلومات.[3]
    أصبحت المجتمعات المعاصرة ومؤسساتها العلمية والثقافية والإنتاجية تواجه تدفقاً هائلاً في المعلومات التي أخذت تنمو بمعدلات كبيرة نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة وظهور التخصصات الجديدة، وتحول إنتاج المعلومات إلى صناعة• وتتخذ هذه المشكلة في تفجر المعلومات مظاهر عديدة وهي:
    أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكري
    فهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكري كان يتراوح بين 4-8%، وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة. فلو أخذنا على سبيل المثال شكلاً من أشكال النثر كالدوريات فسنجد تطوراً كبيراً في حجم النتاج الفكري، فبعد أن كان يبلغ حوالي مئة دورية عام 1800، أصبح يزيد على 70 ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدراً بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين 12-14 مليون وثيقة. ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقارب من مليون دورية يضاف لها ما يقارب 15 ألف دورية جديدة في كل عام. أما الكتب فقد بلغ الإنتاج الدولي منها حوالي 600 ألف كتاب.
    ب ـ تشتت النتاج الفكري
    كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية وموضوعات أخرى ضيقة ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصاً وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة، ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتاج الفكري والإحاطة به من قبل الباحثين والدارسين•
    جـ ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها
    تتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعدد لغاتها أيضاً• فبالإضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية• هناك المصغرات والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات الإلكترونية كالأقراص المتراصة (CD-ROM) والوسائط المتعددة (Multi-Media) والأوعية الفائقة أو الهيبرميديا (Hypermedia) وسواها•
    5. نظرية المعلومات.Information Theory[4]
    إن بؤرة الاهتمام العلمي المشترك لعلم المعلومات تتركز حول فكرة المعلومات. وبذلك تشكل ما يمكن تسميته بالنظرية العامة للمعلومات التي تمثل نظريه شانون وويفر((Weaver and Shannon للاتصال إحدى حالاتها الخاصة1 . والتي يراد بها النظرية الرياضية للمعلومات.
    ونظرية المعلومات تطورت بموجب ما أتاحته ثلاثية التقدم الجديدة (المعلومات، والحاسبات، والاتصالات) وتحويل البيانات إلى معلومات ونقل المعلومات من جانبها النظري التطبيقي وتحويلها إلى خبرة وتخزينها واسترجاعها بشكل أسي exponential 101 ,102 ,103 …… 106 ……… اعتبر فيها وحدة المعلومات هي الحرف وجزء المعلومة هو الحد الأدنى الذي يساند عملية اتخاذ القرار بين بديلين. كما إن تفوق الحاسب على كل وسائط وقنوات المعرفة عبر التاريخ كله كان له أبعاده في هذا المجال على النحو الآتي:
    1.فيما يخص عصر اللغة المنطوقة كانت وحدة التعامل 102 وحدة ثنائية يعالجها الإنسان.
    2.خلال عصر اللغة المنطوقة أصبحت 107 وحدة ثنائية.
    3.في حين بلغت في عصر الطباعة ما يزيد عن 1017 وحدة ثنائية.
    4.في حين بلغت في عصر الحاسبات 1025 وحدة ثنائية.
    ولكي يتضح مغزى ما توصل إليه العلماء نفترض أن هناك إنسانا يقرأ بسرعة 1000 كلمة في الدقيقة لمدة 6 ساعات يوميا على مدى 70 سنه فانه لن يقرأ أكثر من 1010×2 المعلومة. وهى نفس القدر من المعلومات التي يستطيع أن يقرأها الحاسب في عشرة دقائق
    أما التطور الآخر الذي صاحب هذه النظرية فهو النمو الكوني للأفكار أي (نموذج الأفكار الكوني) الذي اعتمد على 5 طبقات وهذه الطبقات الخمسة هي:
    1. Transport Layer
    2. Network Layer
    3. Information Layer
    4. Action or Application Layer
    5. Management Layer
    على إن الطبقتين الأوليتين أعلاه نضمن فيهما ما يلي: سرعة نقل البيانات، وتنوع المعلومات وتكاملها، وضبط الشبكات.
    6. ثقافة المعلومات.[5] Information Literacy
    لعل من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة هو كيفية التعامل مع هذا الفيض الهائل من المعلومات في كافة اشكالها و صورها. و يبرز مصطلح ثقافة المعلومات كواحد من أهم المصطلحات التي تم تداولها في الإنتاج الفكري المتخصص في المجال خلال السنوات القليلة الماضية. و قد تبلورت عدة تعريفات للثقافة المعلوماتية، لعل أهمها هو أنها مجموعة القدرات المطلوبة التي تمكن الأفراد من تحديد احتياجاتهم من المعلوماتInformation needs في الوقت المناسب، و الوصول إلى هذه المعلومات و تقييمها و من ثم استخدامها بالكفاءة المطلوبة. و قد ازدادت أهمية ثقافة المعلومات في ظل الثورة التقنية الهائلة التي تشهدها المجتمعات في الوقت الراهن. و نظرا لتعقد البيئة المعلوماتية الحالية، يواجه الأفراد بدائل و خيارات متعددة تتعلق بحصولهم على المعلومات سواء في مراحل دراستهم الجامعية أو في عملهم و حتى فيما يتعلق بحياتهم الشخصية. و نظرا للتنوع الكبير في أشكال مصادر المعلومات و توافر معلومات تفتقر إلى الدقة و المصداقية ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات المتاحة في شكل إلكتروني، فلقد فرضت ذلك تحديات جديدة تمثلت في ضرورة إلمام الأفراد بهذه المهارات لمساعدتهم على تحديد اختياراتهم المناسبة من المعلومات.
    و تعرف اليونسكو ثقافة المعلومات بأنها ” تهتم بتدريس و تعلم كافة أشكال و مصادر المعلومات، و لكي يكون الشخص ملما بثقافة المعلومات فيلزمه أن يحدد: لماذا و متى و كيف يستخدم كل هذه الأدوات ، و يفكر بطريقة ناقدة في المعلومات التي توفرها” . وتمثل الثقافة المعلوماتية أساسا لا غنى عنه للتعلم مدى الحياة، فهي ضرورية لكل التخصصات في كل بيئات التعلم و كافة مستويات التعليم . و يمكن تحديد سمات الشخص المثقف معلوماتيا على النحو التالي :
    القدرة على تعريف مدى المعلومات المطلوبة
    الوصول للمعلومات المطلوبة بسرعة و بكفاءة
    التقييم الناقد لمصادر المعلومات
    استخدام المعلومات بكفاءة لإنجاز المهام المطلوبة
    الإلمام بالقضايا الاقتصادية و القانونية و الاجتماعية المرتبطة باستخدام المعلومات و مصادرها
    استخدام المعلومات بطريقة قانونية و أخلاقي.
    7. تكنولوجيا المعلومات.[6] Information Technology
    مجموعة من الأدوات تساعدك على العمل مع المعلومات، و إجراء مهام تتعلق بتجهيز المعلومات و معالجتها. وتتضمن تلك المجموعة سبعة عناصر رئيسية تشكل البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات، وهذه العناصر السبعة يطلق عليها تكنولوجيا المعلوماتInformation Technology وهي كما يلي :
    1- أدوات وأجهزة المدخلات والمخرجات Input and Output Devices التي تستخدمها لإدخال المعلومات والأوامر وإستقبال نتائج طلباتك (عن طريق السماعة أو الرؤية).و أدوات وأجهزة المدخلات والمخرجات تشتمل الماوس ولوحة المفاتيح وشاشة العرض والطابعة…
    2- البرمجياتSoftware أو مجموعة التعليمات المستخدمة لأداء مهمة معينة لك والبرمجيات تشتمل: أنظمة التشغيل. برمجيات لمعالجة الكلمات، والميزانية، والأجور، والاتصالات، …
    3. أدوات وأجهزة الاتصالات وهي تشمل المودمات Modems والأقمار الصناعيةSatellites و الكابلات المحورية ….
    4. وحدة المعالجة وتحتوي على مكونين وحدة المعالجة المركزية Central Processing Unite والذاكرة الداخلية Internal Memory .فوحدة المعالجة المركزية تقوم بتنفيذ البرمجيات لتأدية مهمة معينة، بينما تقوم الذاكرة بالعمل كمنطقة التخزين المؤقت للبرمجيات والمعلومات .
    5- المعلومات التي تتعامل معها واليوم يمكنك أن تتعامل مع المعلومات في أشكال متنوعة نصوص مقروءة و مسموعة و مرئية ومتحركة…
    6- أدوات وأجهزة التخزين التي تحفظ المعلومات والبرمجيات ومن أدوات وأجهزة الاختزان الأقراص المدمجة CD-ROM والأشرطة والأقراص.
    7- والأخير والأهم الناس أو العنصر البشري..
    8. المعلوماتية Informatics[7]
    نظرا لارتباط المعلوماتية بمجالات وأنشطة تطبيقية مختلفة، الأمر الذي يلزم التمييز أولا ما بين المصطلحات والمفاهيم الأساسية التي تربط بكل من المعلوماتية فهي أوسع من كونها حوسبة للمعلومات او بتعبير آخر استخدام الحاسوب لإنتاج المعلومات فقط. كما ان إدارة المعرفة كمصطلح مفاهيمي لا يوجد تعريفاً محدداً لها على الرغم من إنها تأتي في المقام الأول نظرا لفوائد توظيفها
    يمكن الاتفاق على ان المعلوماتية في نقطة تطورها الراهنة واللانهائية هي ذلك الإطار الذي يشتمل على علوم الحاسوب وأنظمة المعلومات وشبكات الاتصال وتطبيقاتها في مختلف مجالات العمل الإنساني المنظم وفي مقدمتها إدارة الأعمال ويرتبط بحقل المعلومات تخصصات وحقول مهمة مثل الرياضيات، بحوث العمليات، علم المعلومات والمكتبات، الإدارة، الاقتصاد، اللسانيات، علم النفس وعلم الاجتماع…الخ، وبطبيعة الحال تتباين مساهمة كل حقل من هذه الحقول تبعا لتطور التخصص نفسه ودرجة تلاقيه وتكامله مع المعلوماتية، التي تتجدد اليوم بالأنظمة التي تستند الى تقنيات المعرفة الذكية.
    لذا فان جوهر المعلوماتية هو تقنيات المعلومات من عتاد وحواسيب وبرمجيات والشبكات ومزودات قواعد البيانات ومحطات اتصال، بالإضافة الى العنصر الأهم في هذه المنظومة المتكاملة وهو الإنسان صانع المعرفة “الرأسمال الفكري” من حيث صيرورتها وتشكيلها وأساليب استخدامها، وبمعنى أدق أنها منظومة تتكون من ثلاثة أبعاد رئيسية (المعلومات، الحواسب، والاتصالات) وتنطلق من المعالجة الآلية للبيانات والتي يستخدم فيها الحواسيب بجانب تقنيات الاتصالات المستخدمة في نقل المعلومات، ويعد بُعد المعلومات المولد للمعرفة هو الأساس باعتباره أثر ويؤثر في تطور الحواسيب والاتصالات.
    تضم المعلوماتية كل من تكنولوجيا المعلومات وأنظمة المعلومات مع ضرورة التمييز بين تكنولوجيا المعلومات التي تمثل كل العتاد والبرمجيات المستخدمة في أنظمة المعلومات باعتبارها أعمال من نوع خاص تستخدم للحصول على البيانات للقيام بأنشطة النقل والتخزين والاسترجاع والمعالجة وتجهيز المعلومات وذلك من اجل دعم ومساندة نظم مؤسسية .
    أما من ناحية المفاهيميه فان مصطلح المعلوماتية يدور في فضاء واسع من الحقول والتخصصات المتنوعة ويرتبط بأبعاد وعلاقات ومداخل متباينة منها ما هو مرئي واضح وملموس ومنها ما هو غير مرئي مؤثر وحيوي، وهذا ما يجعل مفهوم المعلوماتية غير واضح تماما وغير محدد بالإطلاق لأسباب تتعلق باتساع نطاق تطبيق واستخدام المعلوماتية من جهة وللتفنن اللغوي في إطلاق مصطلحات مرادفة للمعلوماتية أيضا، إن النظرة التحليلية للمصطلح تولد للوهلة الأولى انطباعا سريعا مفاده أن المعلوماتية تعني المعلومات أو الحوسبة (Information and computing) إلا انه لا يمكن تجاهل اعتبار المعلوماتية كحوسبة إلكترونية للمعلومات أو خلق آلي لها إن لم نقل أن المعلوماتية هي إنتاج لقيمة مضافة عن طريق حوسبة البيانات في حالات والمعلومات في حالات أخرى.
    9. الأمية التكنولوجية Technology Illiteracy
    ظهرت الكتابة فبدأ التأريخ .. و حين بدأ التاريخ قسم الناس إلى من يقرؤون و يكتبون إلى من لا يقرؤون و لا يكتبون .. إنهم الأميّون إنها أمية القلم .. الأمية الأولى.
    في نهاية الألفية الثانية اكتسح عالم المعلوماتية عالم الناس و أمسى الكمبيوتر خطاط الديوان و كاتب الرسائل و وسيط الاتصال.. فأمسى تعلم استخدامه و إتقان لغوياته و برمجياته ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في مجال العمل المؤسساتي .. و أمست الأمية تارة أخرى أمية القلم الآلي .. فالأمية الثانية هي عدم القدرة على استخدام القلم الآلي.
    كغيرها من الأميات هي الجهل بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل وعها وإستخدامها.
    10. نظام المعلومات.Information System[8]
    النظام يُعرف بأنه مجموعة من العناصر، يرتبط بعضها بعضاً بشكل علاقات منظمة تسعى إلى تنفيذ مجموعة من الأهداف. ويُعرف النظام بأنه مجموعة من العناصر المترابطة (أو الأجزاء المتفاعلة) التي تعمل معاً بشكل توافقي لتحقيق بعض الأهداف المرسومة والغايات المدروسة• ونستطيع أن نفهم من هذا التعريف أنه لا بد من أن تكون أجزاء النظام متآلفة ومترابطة ومتناسقة حتى يتمكن النظام من تحقيق أهدافه بشكل سليم.
    ويُمكن تعريف نظام الحاسوب على يد أحد محللي النظم بأنه مجموعة المكونات المادية (Hardware) والبرمجيات (Software) والإنسان (Human)، بينما يعرفه محلل آخر بأنه مجموعة من وحدات الإدخال (Input) ووحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدات الإخراج (Output).
    ويُسمى النظام الذي يعالج البيانات (Data) ويحولها إلى معلومات (Information) ويزود بها المستفيدين “نظام معلومات”.
    ويُعرَّف نظام المعلومات بأنه: مجموعة العناصر البشرية والآلية اللازمة لجمع وتشغيل البيانات لغرض تحويلها إلى معلومات تساعد في اتخاذ القرارات. ويقوم نظام المعلومات باستقبال البيانات الأولية (المدخلات) ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات (مخرجات) نستطيع الإفادة منها•وتستخدم مخرجات النظام وهي المعلومات لاتخاذ القرارات وعمليات التنظيم والتحكُّم (Control) داخل المؤسسة.
    وعليه، يمكننا تصور نظام المعلومات على أنه مكون من الإنسان والحاسوب والبيانات والبرمجيات المستخدمة في معالجتها بهدف إمداد المؤسسة بالمعلومات اللازمة لها عند الحاجة• ويتصوره آخرون على أنه مكون مما يلي:
    1ـ المدخلات Input وهي البيانات.
    2ـ المعالجة (العمليات) Processing وتتكون من جهاز الحاسوب نفسه والبرمجيات المستخدمة في معالجة البيانات والملفات والأشخاص.
    3ـ المخرجات Output وهي المعلومات Information .
    إن نظام المعلومات تنظيمٌ يُؤمن نقل المعلومات والسيطرة عليها من مصادرها ومنتجيها، إلى المستفيدين منها والمستهلكين لها بهدف استثمارها في أعمالهم ومشاريعهم اليومية والمستقبلية•
    تتكون المكتبة أو مركز المعلومات عادةً من أجزاء منفصلة من الناحية الشكلية إلا أنها متصلة وظيفياً تعرف بالنُظُم. ويختلف النظام المكتبي التقليدي عن النظام المحوسب في أن النظام التقليدي يعتمد اعتماداً كاملاً على العمل اليدوي الذي يقوم به الأفراد، أما إذا استُخدِم الحاسوب في تنفيذ بعض أو كل العمليات المكتبية فيُعرف النظام بأنه نظام مبني على الحاسوب.
    وقد يشتمل كل نظام مكتبي كبير على عدد من النظم الصغيرة تعرف باسم النظم الفرعية (Sub – Systems). فقد تشتمل المكتبة على نظم فرعية للتزويد والفهرسة والمراجع والإعارة والدوريات، ويقسم كل نظام فرعي من الأنظمة السابقة إلى نظم أخرى صغيرة، فقد يشتمل نظام الإعارة مثلاً على نظم صغرى مثل نظام الإعارة الخارجية ونظام إرجاع الكتب ونظام إحصاءات الإعارة. وينتج عن هذا التقسيم مستوىً آخر من النظم يقسم بعضها بدوره إلى أقسام صغرى. فعلى سبيل المثال، قد يشتمل نظام إعارة الكتب الخارجي على نظم فرعية خاصة بالإعارة العادية والإعارة الخاصة والغرامات. وتستمر عملية تقسيم النظام الكبير إلى نُظُم صغيرة حسب الحاجة وكلما أمكن ذلك.
    11. إدارة المعلومات. Information Management [9]
    إدارة المعلومات هي ببساطة، حقل علمي في طريقه إلى أن يصبح أكثر شيوعاً وتنظيماً. ويهتم هذا الفرع العلمي بضمان المداخل التي توصل إلى المعلومات، و توفير الأمان و السرية للمعلومات، و نقل المعلومات و إيصالها إلى من يحتاجها، و خزن المعلومات و استرجاعها عند الطلب. و إدارة المعلومات هي العملية التي تتضمن إستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات لتوفير إستخدام أكثر فاعلية و كفاءة لكل المعلومات المتاحة لمساعدة المجتمع، أو المنظمة، أو الأفراد في تحقيق أهدافهم. و تتعامل إدارة المعلومات بشكل عام مع الوثائق، و برمجيات الحاسوب، و المعلومات الصوتية و الصورية، و ما إلى ذلك. و يتمركز إهتمام إدارة المعلومات حول فاعلية المعلومات، و حداثتها، و دقتها، وسرعة تجهيزها، و كلفتها، و خزنها و إسترجاعها. في حين أن خلق المعلومات، ودراستها، و تعلمها، و معناها، و فهمها هي ليست الموضوعات المركزية لهذا الفرع العلمي التطبيقي.
    ومن الواضح أن لإدارة المعلومات الجيدة دوراً مهماً تلعبه في فعاليات المعرفة المختلفة في المجتمعات من خلال مساهمتها في خلق قواعد بيانات المعرفة، و جمع المعرفة و تصنيفها، و تطوير مراكز المعرفة و ضمان انسياب المعرفة فيها، و ما إلى ذلك.
    وإدارة المعلومات، كمصطلح علمي، إنتشر استخدامه في الأدبيات المختلفة لعلم المعلومات، و إدارة الأعمال، و غيرهما من التخصصات العلمية. أما في الجانب الأكاديمي، فقد ظهرت العديد من البرامج الأكاديمية في هذه الجامعة أو تلك و التي تمنح درجات علمية (بكالوريوس، و ماجستير، و دكتوراه) في إدارة المعلومات. و كما هو معروف، فإن ظهور برامج أكاديمية في أي تخصص من التخصصات يؤدي بالضرورة إلى تطور التخصص و تنامي معارفه لما يرافق هذه البرامج من بحوث علمية و اكتشافات متنوعة. و تتمحور المقررات الدراسية التي يتوجب على طلبة إدارة المعلومات دراستها حول نظم المعلومات، و تكنولوجيا المعلومات، و الجوانب البيئية و الإجتماعية و الأخلاقية للمعلومات.
    و في الجانب التطبيقي، تتعلق عملية “إدارة المعلومات” في الوقت الحاضر أساساً بنظم المعلومات و إستخدامها في إنتاج و بث و إيصال المعلومات. كما يتعلق بدراسة و تفهم إستخدام عدد من التكنولوجيات ذات العلاقة بمعالجة البيانات و إنتاج المعلومات. و في هذا السياق، هناك عدد من المصطلحات الفرعية، مثل، إدارة الوثائق، و إدارة الأرشيف، و إدارة المجموعات و مصادر المعلومات، و ما إلى ذلك التي تشكل جوانب الإهتمام التطبيقي لإدارة المعلومات.
    12. تسويق المعلومات. Information Marketing[10]
    على الرغم من الأهمية البالغة لتسويق المعلومات كواحد من المجالات الحيوية الواعدة ذات التأثير بالنسبة لمستقبل المكتبات والعاملين بها إذا ما حققت نجاحات في زيادة معدلات وكفاءة استخدام تلك المكتبات وتقديمها لخدمات المعلومات التي تلبى احتياجات مجتمعاتها، فإن مجال تسويق المعلومات في الواقع لا يزال مجالاً قفراً مجهولاً بالنسبة لمعظم المكتبيين العرب، وبرامج إعداد المكتبيين، والأدبيات المهنية بالعربية، وإذا كانت الدراسات في الولايات المتحدة وبريطانيا قد أظهرت أن نسبة من لا يستخدمون المكتبات العامة من مجموع السكان في الولايات المتحدة الأمريكية هي 34%، وفى بريطانيا 24%، فعلينا أن نتساءل عن نسبة من يستخدمون المكتبات في بلداننا؟ في ظل الحقائق والإحصاءات الإقليمية كمعدلات أمية القراءة والكتابة، ومعدلات أمية المهارات المعلوماتية، وحقائق عالمية ملموسة، من أهمها التضخم المعلوماتى الهائل في إنتاج نشر المعلومات وخصوصاً الإلكترونية على المستويات العالمية، حيث قدر حجم المعلومات المختزنة على مستوى العالم بنحو من 5 اكسابايت exabytes في عام 2002 (حيث يساوى الاكسابايت نحو بليون جيجابايت gigabytes) وهو حجم هائل من المعلومات يكفى لاحتواء جميع الكلمات التي نطقها البشر بمختلف لغاتهم منذ مهد البشرية، ويعادل نصف مليون مكتبة بحجم مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تضم نحو 19 مليون من الكتب والمواد المطبوعة التي يمكن اختزانها رقمياً بحجم 10 تيرابايت terabytes.
    وتتعدد العوامل التي تلقى بأعبائها الكبيرة على المكتبات اليوم وتدفعها إلى اللجوء إلى تسويق خدماتها في صراع للبقاء كواحدة من المؤسسات التي تقدم المعلومات وخدماتها وتسعى للاستمرار في هذا المجال، فمن تلك العوامل تقلص الموارد والميزانيات، والتنافس بين الأطراف التي تسعى لاجتذاب المستفيدين من المعلومات وتقديم خدمات المعلومات لهم، وهى منافسة تدخل فيها اليوم مع المكتبات العديد من المؤسسات بل والجماعات والأفراد من المنتجين والمسوقين للمعلومات، ممن يعملون على اجتذاب المستفيدين من المعلومات من أفراد مجتمعاتهم في منافسة مفتوحة يسرها الواقع الجديد للعالم كقرية عالمية global village بما أصبح يتوافر اليوم من إمكانات للاتصال والبحث في مصادر المعلومات ومواقع الإنترنت وقواعد البيانات والفهارس الآلية المباشرة للمكتبات والتكنولوجيات الحديثة المتطورة باستمرار لنقل المعلومات واختزانها والإفادة منها، ومن خلال مواكبة مستجداته بالعلم والتخطيط والمنافسة.
    الجهود والاتجاهات العالمية للتسويق في المعلومات والمكتبات
    أدركت الجمعيات المهنية العالمية في مجال المعلومات أهمية التسويق في هذا المجال فبادرت إلى تشكيل أقسام خاصة بالتسويق تكون تابعة لها، كما نرى في قسم تسويق المكتبات العامة Marketing Libraries Section الذي تم تأسيسه في عام 1989 ليتبع جمعية المكتبات العامة (الأمريكية) PLA، وقسم الإدارة والتسويق Section on Management and Marketing الذي أسسه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA في عام 1997 نظراً لتزايد الاهتمام الدولي بالتسويق في مجال المعلومات والمكتبات.
    وكنتيجة لاستمرار الجهود التي ينسقها الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA فقد انطلقت حملة عالمية للتسويق في مجال المكتبات في أغسطس من عام 2001 تحت شعار (حملة مكتبة العالم) أو“The Campaign for the World’s Liberaries” أثناء انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي المذكور المنعقد في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو استمرار للجهود التي بذلتها جمعية المكتبات الأمريكية ALA ونتجت عنها حملة أمريكية انطلقت في العام نفسه تحت شعار (حملة المكتبات الأمريكية) أو “Campaign for America’s Libraries”.
    وتهدف تلك الحملات لزيادة الوغى بقيمة المكتبات والمكتبيين في القرن الحادي والعشرين، وزيادة استخدام المكتبات بأنواعها، والتمويل المتاح لها، وزيادة مشاركة المكتبيين في القضايا العامة، وزيادة الدعم لمهنة المكتبات بشكل عام، وهى حملة تستهدف الرأي العام، والمعلمين، والإدارة العليا في المؤسسات الحكومية، والإعلام، والجهات الممولة للمكتبات، وغيرها.
    وقد صممت جمعية المكتبات الأمريكية ALA شعاراً خاصاً كماركة مسجلة لتوحيد الجهود للمكتبات حول العالم هو: “@Your Library TM“، وقد تمت ترجمة الشعار إلى عشرين لغة منها اللغة العربية التي اعتمد فيها على النحو التالي:
    @ مكتبتك TM، ويمكن نسخ هذا الشعار بصورة إلكترونية من موقع خصص لهذا الغرض لجمعية المكتبات الأمريكية على شبكة الإنترنت فى العنوان التالي: https://cs.ala.org/@yourlibrary/download.cfm، وتقترح الحملة استخدام الشعار المذكور على المكتبات، والرسائل الإعلامية المختلفة، والجداريات (البوسترات)، والمطويات وغيرها من المطبوعات، والبطاقات الشخصية للناشطين فى تلك الحملة، بل وبطاقات الإعارة للمكتبات، وغيره.
    13. مجتمع المعلومات. Information Society
    لأن المجتمعات ظلت على مدار الزمن في حركية دائمة ، ولأنها كانت تسعى دائما إلى التطوير والتحسين من مستوى الحياة والرقي إلى الأفضل ، فقد تمكنت وبفضل ما قدمته من تضحيات وأبحاث على مستويات عالية من التحليل أن تصل إلى تحسينات جديدة، كانت أهمها على الإطلاق ” مجتمع المعلومات” ولأنها لا تزال حديثة عن تطبيقات الفكر الإنساني تطرح أسئلة كثيرة عن ماهيتها وكيفية تطورها وخصائصها التي أهلتها لأن تصبح الهدف المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه كل دول العالم على إختلاف توجهاتها، والتي كثيرا ما تثار الأسئلة حول مقوماتها وأهدافها .
    إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديدا لم تتبلور معالمه بعد في المفهوم العالمي للباحثين في مختلف القارات ،وذلك ليس غريبا لأن ملامحه غير واضحة بالقدر الكافي حتى بالنسبة للمواطنين العاديين الذين يتعاملون معه في حياتهم اليومية من خلال بعض مظاهره كشبكة الإنترنيت مثلا ، بغير إدراك للأبعاد النظرية له وللنتائج العلمية والسياسية والثقافية .
    “وقد أدى النمو الإقتصادي العالمي المتزايد ممزوجا بالتطور التكنولوجي إلى توظيف المعلومات كمحرك أساسي للتغير الاجتماعي ،مما أدى إلى ظهور مصطلح ”مجتمع المعلومات ” في بداية الثمانينات للدلالة على المرحلة الجديدة التي تمتدد عبر تاريخ البشرية، وتتميز بأنها تعتمد أساسا على قاعدة متينة من المعلومات تشكل موردا أساسيا لاقتصاديات ترتكز على هياكل قاعدية تكنولوجية .”[11]
    عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع مابعد الصناعي ومجتمع ما بعد الحداثة، المجتمع الرقمي، المجتمع الشبكي، المجتمع اللاسلكي، المجتمع الكوني، المجتمع المعلوماتي، مجتمع الموئسات.
    التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات جنيف 2003
    ” مجتمع يستطيع كل فرد فيه إستحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها وإستخدامها وتقاسمها بحيث يمكن الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكانياتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة وفي تحسين نوعية حياتهم ”.[12]
    التعريف الذي تبناه تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 . ” المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الإقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا للأرتقاء بالحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية”.[13]
    التعريف الذي تبناه محمد فتحي عبد الهادي:” المجتمع الذي يعتمد اعتمادا أساسيا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتجية وكخدمة وكمصدر للدخل القومي وكمجال للقوى العاملة مستغلا في ذلك كافة إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبما يبين استخدام المعلومات بشكل واضح في كافة أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بغرض تحقيق التنمية والرفاهية”.[14]
    إذن هو مجتمع جامع ومنصف قوامه الإنسان يتاح فيه لكل فرد حرية إنشاء المعلومات والمعرفة والنفاذ إليهما والاستفادة منهما وتقاسمهما ونشرهما لتمكين الأفراد والمجتمعات والشعوب من تحسين نوعية الحياة وتحقيق ذواتهم الكاملة ، وهي مجتمعات تؤسس على مبادئ العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلى المشاركة الكاملة للشعوب، رغم تعدد المسميات التي أطلقت على هذا المجتمع الحديث إلا أن الأساس الذي تنطلق منه واحد ، والذي يرتكز على حرية تداول المعلومات دونما قيد أو شرط وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة عن طريق الإتاحة المباشرة لها.
    مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية …وهناك عدة معايير أو مؤشرات يمكن من خلالها وصف مجتمع بأنه معلوماتي. ونذكر منها:
    1. المعيار التكنولوجي: تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة الأساسية ويحدث انتشار واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل .
    2. المعيار الاجتماعي : يتأكد دور المعلومات كوسيلة للارتقاء بمستوى المعيشة وينتشر وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة والخاصة معلومات على مستوى عال من الجودة .
    3. المعيار الاقتصادي : تبرز المعلومات كعامل اقتصادي أساسي سواء كمورد اقتصادي أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة .
    ثبت المراجع
    متولي، ناريمان إسماعيل. اقتصاديات المعلومات: دراسة للأسس النظرية وتطبيقاتها العملية على مصر وبعض البلاد الأخرى. القاهرة: المكتبة الأكاديمية.1995.ص.ص. 65-69.
    [2] الزبيدي، محمد عبود حسن.عـلـــم المـعـلـومات:نشأته وتعريفاته.[على الخط] .العربية 3000.ع.3. 2001. [2006.08.26]. متاح على: http://www.arabcin.net/arabiaall/3-2001/21.html
    [3] المالكي، مجبل لازم. خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات.[على الخط] .العربية 3000.ع.1. 2000. [2006.08.26]. متاح على:
    http://www.arabcin.net/arabiaall/1-2000.html
    [4] الشهربلى، إنعام على توفيق.قيمة المعلومات في التفاعل الالكتروني:من منظور النظرية الرياضية للمعلومات: نموذج براغماتى.[على الخط] .العربية 3000.ع.2. 2005. [تاريخ الزيارة: 2006.11.26]. متاح على:
    http://www.arabcin.net/arabiaall/2-2005/5.html
    [5] عزمي، هشام. ثقافة المعلومات في القرن الحادي والعشرين .[على الخط] cybrarians journal .- ع 8 (مارس 2006) .[2006.08.26]. متاح في :
    http://www.cybrarians.info/journal/no8/open.htm
    [6] الشامي أحمد محمد. حسب الله السيد. الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات : انجليزي عربي.القاهرة :المكتبة الأكاديمية ،2001.مج. 2.ص. 1300
    [7] بيزان، حنان الصادق. نحو إدارة عربية للموارد المعلوماتية: رؤية مستقبلية. 1 .[على الخط] . cybrarians journal . ع 8 (مارس 2006) .[2006.08.26]. متاح في:
    http://www.cybrarians.info/journal/no8/info.htm
    [8] عليان.ربحي مصطفى . نظم وشبكات المعلومات الإنترنت نموذجا.[على الخط] .العربية 3000.ع.1. 2000. [2006.08.26]. متاح على:
    http://www.arabcin.net/arabiaall/2000/16.html
    [9] الصباغ، عماد. إدارة المعرفة ودورها في إرساء مجتمع المعلومات [على الخط].[2006.05.02].متاح على:
    http://doc.abhatoo.net.ma/article.php3?id_article=492
    [10] لشر، تريسا. تسويق المعلومات فى مواجهة معلوماتية تتنافس وموارد تتناقص.[على الخط] .العربية 3000.ع.2. 2005. [2006.11.26]. متاح على:
    http://www.arabcin.net/arabiaall/2-2005/3.html
    [11] أعراب ، عبد الحميد . مفهوم مجتمع المعلومات من خلال التجارب العالمية الرائدة . ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربي الخامس عشر” المكتبات ومرافق المعلومات ودورها في إرساء مجتمع المعرفة ” . تونس 2- 5 مارس 2005 . الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات .
    [12] عصر المعلومات . [على الخط المباشر].[22/2/2007] . متاح على الأنترنيت :
    http://www.afkaronline.org /arabic/articles/information.html
    [13] المرجع نفسه .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوة الإسلام

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:55 am