1-1 مقدمة:
يمثل العنصر البشري احد أهم موارد المنظمات – إن لم يكن أهمها على الإطلاق- حيث انه يمثل ركيزة المنظمات في تحقيق نجاحها و تنفيذ أهدافها، ومن هنا تعمل الإدارة على حسن توجيه الأفراد و بناء قدراتهم من خلال ربط أهدافهم بأهداف المنظمة و العمل على إيجاد مناخ تنظيمي من شأنه تدعيم المشاركة و الاحترام المتبادل و الشعور بالمسؤولية و الانتماء و بث روح التعاون و الولاء في العمل .
و قد أصبحت الحاجة للتغيير في أساليب العمل الإداري أكثر إلحاحا و خاصة مع بداية الألفية الجديدة. كما أن للتطور المتسارع في التكنولوجيا أثره على المؤسسات العالمية منها و المحلية، و كذلك البيئة الديموغرافية للقوى العاملة و الانتشار عالميا، و التأكيد المتزايد على الجودة و المرونة في إنتاج السلعة و تقديم الخدمة جميعها تؤكد الحاجة إلى التغيير. و يرى بنس Bennis " أن التغيير ليس سهلا حتى بالنسبة لمن يكرسون أنفسهم له، و انه من الصعب تناسي السلوكيات التي جعلتنا ناجحين في الماضي، و يرى كذلك أن إدارة المنظمات الحديثة تتطلب مجموعة مختلفة من المهارات، تعتمد على أفكار و مهارات العاملين و قيمهم". و في عصر العولمة و الانفتاح الذي يميز عالم اليوم و ما يترتب على ذلك من حتمية التحول من البناء الإداري الهرمي التقليدي إلى البناء الأكثر انفتاحا و مرونة ،، فقد أصبح التدريب الإداري للعاملين موضع الاهتمام و النقاش الواسع من قبل مختلف الباحثين، وذلك لترسيخ روح المسئولية والاعتزاز لدى قوة العمل. فطرحت العديد من المقترحات و الأفكار و أجريت الدراسات التي تبرز الاهتمام بالتدريب الإداري. و لكي تكون المنظمات مواكبة و ملائمة للظروف الراهنة، و أكثر قابلية للنمو و الازدهار و تحقيقا للكفاءة و الفاعلية، و مستجيبة للمتغيرات العالمية، فقد وجدت أدارتها أن بإمكانها تقليص النفقات، و تطوير دوافع العاملين، و زيادة الإنتاجية من خلال التدريب الإداري للقوى العاملة لديها.
وحقيقة الأمر انه لا احد ينكر أهمية التدريب في خلق معنى أعظم لحياة الفرد و أهمية اكبر للعمل الذي يقوم به. وإذا وصل الاهتمام بالفرد إلى هذا المستوى من خلال الاهتمام بتدريب و كفاءته و مهارته و معرفته، فمن الأولى بالمؤسسات المحافظة عليه و عدم التخلي عنه بسهولة و عدم القبول باستبداله بطرق اقل تكلفة ، و لكنها قد تكون اقل فائدة للمنظمة على المدى الطويل .
والتدريب ليس فقط عبارة عن عمليات تعلم معارف وطرق وسلوكيات جديدة تؤدي إلى تغيرات في قابلية الأفراد لأداء أعمالهم وإنما يتخطى ذلك إلى تعلم الرؤى والرسالة والمهمة والأهداف والاستراتيجيات والممارسات والسياسات والفلسفات فهو نمذجة للسلوك. وهو بذلك عنصر مهم من عناصر التنمية الإدارية للمنظمات. لذا فإن المنظمات التي تتبنى تطبيق المفاهيم والمصطلحات الحديثة تحتاج إلى إحداث تغيير في سلوك واتجاهات وقيم وقناعات الأفراد العاملين من خلال غرس مهارات هذه المفاهيم مثل التعاون والعمل الجماعي والمشاركة في اتخاذ القرار والرقابة الذاتية وأهمية العمل وفتح قنوات الاتصال ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تهيئة الأفراد وتدريبهم على تلك المهارات بصورة سليمة فلا معنى أن نتوقع من العاملين أداء أعمالهم بمهارة عالية دون أن يتم تدريبهم مسبقا، وإلا سيؤدي ذلك إلى مقاومة أي عملية تطوير .
ومما سبق،نستطيع أن نصف التدريب بأنه محاولة لتغيير سلوك الأفراد بجعلهم يستخدمون طرقا واساليبا مختلفة في أداء أعمالهم أي يجعلهم يسلكون بشكل يختلف بعد التدريب عما كانوا يتبعونه قبل التدريب، وتشتمل التغييرات في سلوك العاملين :
• تغيير المعارف والمعلومات
• تغيير المفاهيم والقيم والاتجاهات
• تغيير المهارات والقدرات
وتكون محصلة هذا التغيير هي تحقيق نتائج ايجابية للمنشأة مثل الإنتاجية الأعلى والأداء الأفضل،والتي تؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج اقتصادية أفضل وزيادة الأرباح للمنشأة.
وانطلاقا من أهمية التدريب فقد أرتاى الباحث تخصيص هذه الدراسة حول التدريب في وزارة الكهرباء في العراق،حيث سيتناول الفصل الأول الإطار العام للدراسة من أهداف وأهمية وفرضيات ودراسات سابقة،أما الفصل الثاني فسيتناول الإطار النظري المتعلق بتعريف التدريب وأهدافه وأساليبه وتحديد الاحتياجات التدريبية وتصميم البرامج التدريبية،وسيخصص الباحث الفصلين الثالث والرابع لعرض ومناقشة نتائج الدراسة وطرح التوصيات .
1-2 مشكلة الدراسة:
يعتبر تدريب العاملين من الاهتمامات الإدارية الحديثة التي شاعت في الربع الأول من القرن الماضي في الفكر و التطبيق الإداري، وبالرغم من ذلك ومن خلال ملاحظة الباحث للاهتمام بالتدريب في بعض من الوزارات والمؤسسات العراقية وجد انه قسما منها تفتقر إلى رؤية واضحة لتبني مفهوم التدريب و تطبيقه، إذ أن إدراك أهمية العلاقة بين تدريب العاملين و قدراتهم على ابتكار أساليب جديدة لأداء أعمالهم في تلك الوزارات ما زال محدودا. كما أن بعض المديرين ما زالوا يعتقدون أن تدريب العاملين و تقويتهم معرفيا و نفسيا سيكون على حساب نفوذهم و سلطتهم، مما ينعكس ذلك في ضعف الثقة بالعاملين و عدم إفساح المجال لهم لتطوير مهاراتهم و التعبير عن قدراتهم الخلاقة في العمل.
و من الملاحظ بشكل كبير انه في كثير من الأجهزة الحكومية العراقية يحل موعد الإحالة للتقاعد على بعض الموظفين من شاغلي المناصب القيادية، حيث يتعين أن تتوفر وتتاح الفرصة للأجيال التالية سواء من الشباب أو ممن هم فوق مرحلة الشباب.لكن المشكلة أن هذه الصفوف التالية لا تكون مؤهلة بنفس القدر من المعرفة والخبرة التي توافرت لتاركي هذه المناصب.
وبالرغم من تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة على المستوى الحكومي في العراق بتحسين الأداء الإداري من خلال التوجه إلى الإصلاح الإداري إلا أننا لا زلنا نلاحظ البطء في إنجاز المعاملات والإجراءات وما يرافقه من استهلاك للجهد والوقت ويمكن أن يعود ذلك إلى الالتزام بالمركزية في اتخاذ القرارات وعدم استخدام الأساليب الإدارية الحديثة وتدريب الموظفين على السرعة في انجاز المعاملات.
ومن خلال اطلاع الباحث على بعض مهام العاملين في الوزارات والمؤسسات العراقية وجد انه وان توفرت وسائل التكنولوجيا الحديثة في أماكن عملهم فان العديد منهم يشكون من ضعف قدرتهم على استخدام تلك الوسائل الحديثة وأنهم يعانون من نقص التدريب وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم قدرتهم على التكيف والاستجابة لمتطلبات العمل الجديدة في ظل عصر العولمة والتقدم التكنولوجي.من هنا وجد الباحث ضرورة تناول موضوع التدريب من أجل دراسته لما له من أهمية في تطوير العنصر البشري وإطلاق الطاقات الكامنة لدى العاملين.
لذا تتمثل مشكلة الدراسة في محاولة تحديد أثر استراتيجيات التدريب على تطوير الموارد البشرية في القطاع الحكومي- وقد اختار الباحث وزارة الكهرباء في العراق للدور الحيوي الذي تقوم به وزارة الكهرباء مما لها دور كبير في الاقتصاد العراقي وكذلك ان الطاقة الكهربائية تعتبر العصب الرئيس للمجتمعات عموما، وانطلاقا من أهمية تطوير هذا القطاع وخاصة في مجال التدريب للموارد البشرية بشكل عام، حيث أن طبيعة عملهم تتطلب منهم التدريب المستمر والإلمام بكل ما هو جديد- من ذلك ارتأى الباحث ان تكون محاور الدراسة تجيب عن الأسئلة التالية:
أولا: هل هناك أثر لاستراتيجيات التدريب على تطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق من وجهة نظر المتدربين ؟
ثانيا: هل هناك أثر للعوامل الشخصية والوظيفية (الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة)على نجاح دور التدريب في تطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق ؟
ثالثا: ما هي أهم المشكلات والعوائق التي تواجه المدربين في العملية التدريبية؟ وما هي أهم العوامل المفعلة لنجاح عملية التدريب من وجهة نظرهم؟
1-3 أهمية الدراسة:
إن عملية تبني تطبيق المفاهيم الإدارية الحديثة ومن اهمها التدريب الإداري تعد من المتطلبات الهامة لمواكبة التطورات والتحديات المستمرة التي تواجه المنظمات، لذا فإنه يجب على القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية أن تولي اهتماما خاصا لتطبيق هذه المفاهيم وترجمتها على أرض الواقع بما يضمن توفير المستلزمات الأساسية والمتطلبات الخاصة بنجاحها.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها:
أولا: تهتم بشكل مباشر بالفرد العامل و بكيفية مساعدته في تعزيز إنتاجيته من خلال إطلاق قدراته و مواهبه الكامنة، و إعطاء اهتمام خاص بمبادرته الفردية من اجل تجنب الركود الإداري و من اجل مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنظمات المعاصرة مثل حيازة رأس المال الفكري وجودة الأداء.
ثانيا: محاولة للتعرف على أثر استراتيجيات التدريب على تطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق من وجهة نظر المتدربين ،وأهم المشكلات التي تواجه المدربين والعوامل المفعلة لنجاح التدريب من وجهة نظر المدربين.
ثالثا: أنها تتناول مفهوما إداريا حديثا وهو التدريب الإداري والذي يعتبر ضرورة حتمية للمنظمات العربية في ظل المنافسة الحالية وتحديات العولمة.
رابعا: محدودية عدد الدراسات التي عالجت مشكلة التدريب في القطاع الحكومي العراقي عموما وقطاع الكهرباء بصورة خاصة. حيث ان معظمها طبقت في منظمات غير حكومية.
خامسا: و تنبع الأهمية العلمية لهذه الدراسة من إثراء المعرفة النظرية في مجال دراسة أثر التدريب الإداري على تطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق، و تكمن أهميتها التطبيقية فيما تقدمه من نتائج و توصيات يمكن أن تستفيد منها القيادات الإدارية في وزارة الكهرباء العراقية عند تبني تطبيق التدريب الإداري.
1-4 أهداف الدراسة:
أولا: تهدف هذه الدراسة إلى تقديم إطار نظري مناسب يوضح مفهوم التدريب الإداري.
ثانيا: تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أثر استراتيجيات التدريب (المتدربون ورغبتهم في التدريب، المدربون، مناهج برامج التدريب، الخدمات الإدارية والإشرافية وأثرها في نجاح البرنامج التدريبي) على تطوير الموارد البشرية (تحقيق أهداف الدورة وترجمتها للاحتياجات التدريبية، الدافعية، الرغبة في التغيير ) في وزارة الكهرباء في العراق.
ثالثا: التعرف على أثر العوامل الشخصية و الوظيفية ( الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة) على درجة نجاح استراتيجيات التدريب في تطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق.
رابعا: التعرف على أهم المشكلات التي تواجه المدربين في العملية التدريبية وأهم العوامل المفعلة لنجاح التدريب في وزارة الكهرباء في العراق.
تقديم اقتراحات و توصيات إلى المعنيين في وزارة الكهرباء في العراق على ضوء النتائج التي ستصل إليها الدراسة فيما يتعلق بأثر استراتيجيات التدريب على تطوير الموارد البشرية.
1- 5 فرضيات الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى اختبار الفرضيات التالية:
الفرضية الأولى:
لا توجد فروقات ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05 ) لأثر نجاح استراتيجيات التدريب في تطوير الموارد البشرية تعزى للمتغيرات الشخصية و الوظيفية للدراسة ( الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة).
الفرضية الثانية:
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استراتيجيات التدريب(المتدربون ورغبتهم في التدريب، المدربون، مناهج برامج التدريب، الخدمات الإدارية والإشرافية وأثرها في نجاح البرنامج التدريبي) وتطوير الموارد البشرية (تحقيق أهداف الدورة وترجمتها للاحتياجات التدريبية، الدافعية، الرغبة في التغيير) في وزارة الكهرباء في العراق.
وينبثق عن هذه الفرضية المساقات الفرعية التالية :-
المساق الفرعي الأول:
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05) بين المدربين وتطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق.
المساق الفرعي الثاني:
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05) بين مناهج برامج التدريب وتطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق.
المساق الفرعي الثالث:
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05) بين رغبة المتدربين في التدريب وتطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق.
المساق الفرعي الرابع:
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0.05) بين الخدمات الإدارية والإشرافية وأثرها في نجاح البرنامج التدريبي وتطوير الموارد البشرية في وزارة الكهرباء في العراق.
1-6 أنموذج الدراسة:
المتغيرات المستقلة المتغيرات التابعة
استراتيجيات التدريب تطوير الموارد البشرية ( )
شكل رقم (1) أنموذج الدراسة
1-7 التعريف الإجرائي للمصطلحات:-
تم تعريف متغيرات و أبعاد الدراسة إجرائيا على النحو التالي:
- التدريب الإداري: زيادة التأهيل والإعداد في قدرات وخبرات المورد البشري في المنظمة الذي من شأنه زيادة الأداء وخلق تفاهم مشترك بين العاملين وتقليل نطاق الرقابة وارتفاع مستويات الثقة بين الإدارة والعاملين .
- المدربون : وهم الأشخاص القائمين على تقديم الدورات التدريبية للمشاركين والذين يجب أن تتوفر فيهم صفات خاصة من اجل نجاح عملية التدريب
- مناهج برامج التدريب: وهي تتعلق بالمادة العلمية التي يتم طرحها في الدورات
- الخدمات الإدارية والإشرافية وأثرها في نجاح البرنامج التدريبي: ويقصد بها متابعة الدورات والإشراف عليها من قبل جهة مختصة او موظفين مختصين من قبل الإدارة
- الاحتياجات التدريبية:وتمثل المتطلبات الحقيقة التي تهدف إليها الدورات التدريبية حيث يتم تحليل الاحتياجات التدريبية قبل البدء في إعداد البرنامج التدريبي لضمان مناسبة هذا البرنامج للاحتياجات التدريبية الفعلية للمتدربين
1-8 منهجية الدراسة:
تعتمد الدراسة على المنهج التأريخي الذي أعتمد على البيانات التاريخية من منابعها لدى الدوائر ذات العلاقة والمنهج الوصفي التحليلي الذي يتضمن استخدام الأسلوب الميداني في جمع البيانات عن طريق الاستبانه و تحليلها إحصائيا من اجل اختبار صحة فرضيات الدراسة كما تعتمد على المسح المكتبي و الحاسوبي للاستفادة من الكتب و الدوريات العلمية في بناء الإطار النظري.
مصادر جمع البيانات:
اعتمد الباحث على مصدرين لجمع المعلومات:-
1- المصادر التي إنتهجت مبدأ المسح المكتبي والأدبيات الإدارية الباحثة في موضوع التدريب الإداري بالإضافة إلى الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة.
2- المصادر الأولية: والتي اعتمدت على البيانات والمعلومات التي سيتم جمعها من أفراد عينة الدراسة بالاعتماد على أداة الدراسة. و التي تشمل:
القسم الأول: قسم المعلومات العامة المتعلقة بالخصائص الشخصية والوظيفية وتشمل ( الجنس والمؤهل العلمي وعدد سنوات الخبرة والعمر).
القسم الثاني: يقيس المتغير المستقل التدريب الإداري وهو خاص بالمتدربين
القسم الثالث: يقيس العامل التابع تطوير الموارد البشرية وهو خاص بالمتدربين
القسم الرابع: ويتعلق بالمشكلات التي تواجه المدربين في عملية التدريب وأهم العوامل المفعلة لنجاح التدريب.
1-9 مجتمع و عينة الدراسة:
يتكون مجتمع الدراسة بنسبة 85% مديري المديريات ورؤساء الأقسام في مقر ديوان وزارة الكهرباء في العراق كمتدربين والبالغ عددهم 51 متدربا، ونسبة 76% من المدربين في قسم التدريب في الوزارة والبالغ عددهم 16 مدربا .
1-10 أداة الدراسة:
من خلال الإطلاع على الدراسات السابقة حول موضوع الدراسة وانسجاماً مع أهداف الدراسة ولغاية جمع المعلومات واختبار فرضيات الدراسة، فقد تم تطوير استبانه مكونة من جزأين هما:
الجزء الأول: ويتضمن معلومات شخصية عن أفراد عينة الدراسة ( المتدربين)، وتشمل (الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة). إضافة إلى الفقرات المتعلقة باستراتيجيات التدريب وعددها (34) فقرة وتغطي هذه الفقرات متغيرات الدراسة والمتمثلة في بعض العوامل المؤثرة في تطوير الموارد البشرية ( المتغيرات المستقلة ) وتشمل :
استراتيجيات التدريب المتدربون ورغبتهم في التدريب،المدربون،مناهج برامج التدريب،الخدمات الإدارية والإشرافية وأثرها في نجاح البرنامج التدريبي،الخصائص الشخصية والوظيفية:- (الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة)
والمتغير التابع (تطوير الموارد البشرية) بأبعاده ويشمل
تحقيق أهداف الدورة وترجمتها للاحتياجات التدريبية،الدافعية،الرغبة في التغيير ).
الجزء الثاني : ويتضمن معلومات شخصية عن أفراد عينة الدراسة ( المدربين)، وتشمل (الجنس، العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة). إضافة إلى الفقرات المتعلقة بأهم العوامل المفعّلة لنجاح عملية التدريب وعددها (18) فقرة كما تغطي هذه الفقرات أهم المشكلات التي تواجه المدربين أثناء عملية التدريب.
1-11 صدق أداة الدراسة وثباتها :
عرضت أداة الدراسة المطورة على عدد من المتخصصين في الجامعات الرسمية الأردنية، حيث تم الأخذ بملاحظات المحكمين وآرائهم، وأعيدت صياغة بعض الفقرات في ضوء هذه الملاحظات القيمة والهامة للدراسة. أما ثبات أداة الدراسة فقد تم استخراجه عن طريق معامل الارتباط كرونباخ ألفا، للتأكد من الاتساق الداخلي بصيغته النهائية الكلية، ولكل متغير بجميع أبعاده وكانت معاملات الثبات لجميع متغيرات الدراسة مرتفعة حيث بلغ معامل الثبات لكافة فقرات الأداة (0.84) وهي نسبة ثبات عالية ومقبولة لأغراض إجراء الدراسة.
1-12 أساليب تحليل البيانات:
تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية لأغراض الدراسة:
1- مقاييس الإحصاء الوصفي (Descriptive Statistics Measures) : والتي تعتمد على استخدام النسب المئوية والتكرارات والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية وذلك لوصف خصائص عينة الدراسة وترتيب متغيراتها حسب أهميتها النسبية.
2- تحليل الاعتمادية (Reliability): وذلك للتأكد من مدى صدق أداة القياس بالاعتماد على استخراج قيمة معامل كرونباخ ألفا.
3- اختبار ( ت ) ( T- Test) : وذلك لاختبار فرضيات الدراسة للتعرف على وجود فروقات ذات دلالة إحصائية أو عدمها تعزى للخصائص الشخصية للمبحوثين، وذلك للمتغيرات ذات الفئتين ( الجنس).
4- تحليل التباين الأحادي ( ف ) Anova) ) : وذلك لاختبار فرضيات الدراسة للتعرف على وجود فروقات ذات دلالة إحصائية أو عدمها تعزى للخصائص الشخصية للمبحوثين، وذلك للمتغيرات ذوات أكثر من فئتين ( العمر، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة).
5- الارتباطات (Correlations): وذلك بالاعتماد على معاملات ارتباط بيرسون لقياس العلاقة بين متغيرات الدراسة المستقلة والتابعة.
6- تحليل الانحدار البسيط والمتعدد ( Regression Analysis ): وذلك لقياس العلاقة ما بين المتغيرات واختبار الفرضيات.
1-13 الدراسات السابقة:
إن الدراسات الميدانية العربية و المحلية التي تناولت موضوع التدريب تعتبر قليلة نسبيا، و سيقوم الباحث باستعراض ما توفر لديه من الدراسات العربية و المحلية بالإضافة إلى عرض بعض الدراسات الأجنبية.
الدراسات العربية:-
- دراسة قام بها (العطوي، 2007) بعنوان " أثر أساليب التدريب على فاعلية البرامج التدريبية في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المملكة العربية السعودية (دراسة ميدانية)، حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى أساليب التدريب وأثرها على فاعلية البرامج التدريبية في المؤسسة العامة للتعليم المهني في المملكة العربية السعودية.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
• إن المتوسط العام لتصورات المبحوثين لأساليب التدريب المتبعة جاءت بدرجة مرتفعة، وان المتوسط العام لتصوراتهم لمدى فاعلية البرامج التدريبية جاءت أيضا بدرجة مرتفعة
• وجود أثر لأساليب التدريب المتبعة في فاعلية البرنامج التدريبي للمتدربين في المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني في المملكة العربية السعودية .
وأوصت الدراسة بضرورة تحسين بيئة التدريب، وتحسين البنية الأساسية للتدريب،واختيار المدربين من لهم خبرة في هذا المجال.
- دراسة أجراها (مفتاح،1996) بعنوان " الاحتياجات التدريبية لمديري الإدارات ورؤساء الأقسام الإدارية في الجامعات الليبية" حيث هدفت الدراسة إلى تحديد الاحتياجات التدريبية لمديري الإدارات ورؤساء الأقسام الإدارية في الجامعات الليبية.
وقد أوصى الباحث بعدة توصيات من أهمها : تعميم وتنفيذ برامج تدريبية لمديري الإدارات ورؤساء الأقسام الإدارية في الجامعات الليبية تلبي احتياجاتهم التدريبية في مجال (التخطيط- التنظيم- التنسيق- الاتصال – القيادة- اتخاذ القرار- العلاقات الإنسانية- إدارة الوقت- إدارة التغيير والإبداع والرقابة وتقييم الأداء، التي كشفت عنها الدراسة.وإقامة وحدات مختصة بالتطوير والتدريب الإداري في الجامعات الليبية لمتابعة الاحتياجات التدريبية للكادر الإداري فيها.
- دراسة أجرتها (الزعبي،1991) بعنوان " الاحتياجات التدريبية للمديرين ورؤساء الأقسام الإداريين في الجامعات الأردنية من وجهة نظرهم والبرامج التدريبية التي اشتركوا بها" حيث هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن الاحتياجات التدريبية لمديري الدوائر – المديريات ورؤساء الأقسام الإدارية في الجامعات الأردنية من وجهة نظرهم والتعرف إلى البرامج التدريبية التي اشتركوا بها خلال عملهم في الجامعات.
وقد أوصت الباحثة بعدة توصيات من أهمها: عقد برامج تدريبية للمديرين ورؤساء الأقسام الإدارية في المهارات المتعلقة بمجالات الدراسة مع التركيز على البرامج التدريبية في مجالات التخطيط، والقيادة والتوجيه واتخاذ القرارات.
- دراسة قام بها (شيبان، 1990) بعنوان " منهجية تحديد الاحتياجات التدريبية بالجهاز الحكومي لسلطنة عمان". وقد هدفت هذه الدراسة إلى الوقوف على منهجية تخطيط التدريب الإداري على مستوى الأجهزة المركزية للخدمة المدنية والوحدات الحكومية نفسها. وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها :
• لا تعتبر الاحتياجات التدريبية لكافة الجهات الحكومية حقيقية، حيث أكدت 37,2% فقط هذه الجهات أن احتياجاتها فعلية.
• تعكس الاحتياجات التدريبية في (55,6%) من الجهات الحكومية المتطلبات الحالية فقط . وفي (32،5%) من الجهات الاحتياجات الحالية والمستقبلية.
- دراسة أجراها( حسنين،1987) بعنوان " تحديد الاحتياجات التدريبية في القطاع العام الأردني ودور معهد الإدارة العامة في تأديبها". وهدفت إلى التعرف على أهداف التدريب الإداري في الوزارات والمؤسسات العامة، ودراسة الطرق والأساليب التي تتبعها هذه الأجهزة في تحديد احتياجاتها التدريبية وأنواع هذه الاحتياجات بالنسبة للمستويات التنظيمية المختلفة و ودور معهد الإدارة العامة في تلبيتها، وقد خلص الباحث إلى أن عملية تحديد الاحتياجات التدريبية تحتاج إلى الدراسة المستفيضة والتحليل والتشاور المستمر مع الجهات المستفيدة من التدريب وأوصى بإنشاء وحدات للتدريب في كل وزارة وجهاز ومؤسسة تقوم بجمع المعلومات والإحصائيات، وحصر الاحتياجات التدريبية و وضع خطط للتدريب وتنفيذها.
- دراسة أجراها (عبدالوهاب،1981) بعنوان " التدريب والتطوير –مدخل علمي لفعالية الأفراد والمنظمات" وقد هدفت الدراسة إلى التعرف إلى الاحتياجات التدريبية لعدد من الموظفين الذين يعملون في المؤسسات الحكومية في المملكة العربية السعودية.وقد خلصت هذه الدراسة إلى التأكيد على أهمية التدريب في المواضيع التالية:
• وظيفة التخطيط وتحديد الغايات والأهداف
• تفويض الصلاحيات
• العلاقات الإنسانية
• وظيفة الرقابة
• وضع السياسة العامة للتدريب
الدراسات الأجنبية:-
- دراسة أجراها (ويتكار،1987) لتحديد الاحتياجات التدريبية لبعض مؤسسات الأعمال والمؤسسات الصناعية في انديانا بوليس وانديانا، ومن أجل تحديد نوع التدريب المفضل فيها أثناء العمل، وأظهرت النتائج أن أعلى عشر مهارات يحتاج المستخدمون في مؤسسات الأعمال والمؤسسات الصناعية للتدرب عليها لتحسين أدائهم في العمل تتضمن مفاهيم تتعلق بالإدارة والعلاقات الإنسانية وتبين ان المؤسسات المتشابهة لها احتياجات متشابهة.
- دراسة أجراها (باريش،1986) بعنوان " تحديد الاحتياجات التدريبية لطبقة المديرين فيما يتعلق بالمهارات الفنية والإنسانية والتصورية" وقد هدفت إلى إعطاء معلومات مفيدة عن برامج التنمية الإدارية للمديرين والتي يتم عقدها في الجامعات.
وبينت النتائج عدم وجود علاقة ذات دلالة بين الاحتياجات التدريبية للمديرين على المهارات السابقة ومتغيرات العمر والمستوى التعليمي والإداري وسنوات الخبرة في الإدارة. كذلك بينت النتائج أن هناك حاجة لتدريب المديرين على النواحي الإنسانية والفنية والتصورية على الترتيب.
- دراسة قام بها (سورنسن،1958) بعنوان " تقويم مدى فعالية برنامج تدريبي عن طريق قياس السلوك الوظيفي" والتي أجراها على برنامج كروتونفيل للإدارة المتقدمة التابع لشركة جنرال اليكتريك في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سميت بدراسة " بحث المتغيرات الملاحظة" وكان الهدف منها الإجابة على التساؤل التالي: هل لوحظ تغيير في أسلوب الإدارة الذي يتبعه المديرون الذين اشتركوا في برنامج الإدارة المتقدمة لشركة جنرال اليكتريك.
وكانت نتائج هذه الدراسة تشير الى أن هناك أثرا ايجابيا لتنفيذ برنامج التدريب في سلوك المشاركين نتيجة التحليل الذي أجري على أوجه التشابه والاختلاف في التغييرات الملاحظة على المشاركين بمقارنتهم مع غير المشاركين في البرنامج.
- دراسة قام بها (دونالد كير باتريك،1957) بعنوان " تقييم التدريب" وقد هدفت إلى حث المهتمين بالتدريب على النظر بتمعن إلى التقويم كون مستقبل برامجهم التدريبية يعتمد إلى حد كبير على استخدام نتائج التقويم كهدف إلى توضيح معنى التقويم، ويكون ذلك من خلال تحليله إلى رد الفعل والتعلم والسلوك والنتائج، بحيث يمكن لمديري التدريب أن يتقدموا تدريجيا نحو استخدام استمارة رد الفعل الذاتي البسيط الى قياس النتائج الملموسة.وقد اهتمت الدراسة بالتغييرات التي طرأت على سلوك العمل نتيجة التدريب، وعلى النتائج الملموسة للبرنامج التدريبي في مجالات تحقيق التكلفة وتحسين النوعية والإنتاجية.
الفصل الثاني : الإطار النظري للدراسة
المبحث الأول : مفهوم التدريب وأهدافه
المبحث الثاني: التطور التاريخي للتدريب
المبحث الثالث: عناصر العملية التدريبية
المبحث الرابع: فوائد التدريب الإداري
الثلاثاء ديسمبر 10, 2019 9:59 am من طرف Admin
» المحاضرات لنظم الموارد البشرية
الأحد سبتمبر 04, 2016 12:38 pm من طرف سهام
» محاضرات التأمينات الاجتماعية للدكتور السنهوري
الإثنين يناير 27, 2014 2:10 pm من طرف shitarida
» أنواع نظم المعلومات
الثلاثاء مايو 14, 2013 11:53 am من طرف الاسيوطى
» الادارة المالية
الثلاثاء مايو 14, 2013 11:49 am من طرف الاسيوطى
» محاضرات مناهج بحث
الأحد أكتوبر 07, 2012 5:40 am من طرف Admin
» TOEFL BOOK
السبت فبراير 19, 2011 6:39 am من طرف kamal
» جمهورية برلمانية
الإثنين فبراير 14, 2011 10:39 am من طرف Mohammad Abouzied
» سؤال الى الدكتورة راوية حسن
الثلاثاء يناير 04, 2011 3:29 pm من طرف Mohammad Abouzied
» س و ج في نظم الموارد البشرية
الخميس يوليو 15, 2010 5:36 pm من طرف Sayyadah Abouzied
» المرجعة النهاية للاسترتيجية
الإثنين يوليو 05, 2010 4:38 pm من طرف Sayyadah Abouzied
» أجابات الاسئلة المهمة في مادة مراكز التقييم
الخميس يونيو 24, 2010 5:40 pm من طرف Sayyadah Abouzied
» امتحانات مواد التخلف هذا العام
الثلاثاء يونيو 22, 2010 5:05 am من طرف sayedw
» المحاضرة الاخيرة
الإثنين يونيو 07, 2010 3:43 pm من طرف Mohammad Abouzied
» جدول الامتحان دبلوم موارد بشرية الترم الثاني
الأحد يونيو 06, 2010 5:00 am من طرف Mohammad Abouzied
» المحاضرة الرابعة نظم معلومات ادارية
السبت مايو 29, 2010 4:22 am من طرف Mohammad Abouzied
» موارد بشرية تكميلي الدكتورة راوية
الثلاثاء مايو 25, 2010 4:57 pm من طرف Mohammad Abouzied
» المحاضرات والكتاب
الجمعة مايو 21, 2010 6:31 am من طرف Mohammad Abouzied
» المحاضرة الثالثة
الجمعة مايو 21, 2010 5:47 am من طرف Mohammad Abouzied
» المحاضرة الثانية
الجمعة مايو 14, 2010 6:24 am من طرف Mohammad Abouzied